ضمانات أمنية لأوكرانيا : زيلينسكي يشيد بخطوة أمريكية تاريخية نحو السلام

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

زيلينسكي يرحب بضمانات أمنية مستوحاة من الناتو

أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن ترحيبه الحار بقرار الولايات المتحدة تقديم ضمانات أمنية لكييف مستلهمة من معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك في إطار جهود التوصل إلى اتفاق سلام محتمل مع روسيا.

جاء هذا التصريح عشية لقاء مرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الإثنين 18 أغسطس 2025، بحضور قادة أوروبيين.

أكد زيلينسكي عبر منصات التواصل الاجتماعي أن هذه الضمانات يجب أن تكون عملية، توفر حماية شاملة برًا وجوًا و بحرًا، وتُعد بالتعاون مع أوروبا لضمان فعاليتها.

تفاصيل الضمانات : تغيير قواعد اللعبة

كشف المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” يوم الأحد 17 أغسطس 2025، عن تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال قمة ترامب وبوتين في ألاسكا يوم الجمعة.

أوضح ويتكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق لأول مرة على السماح للولايات المتحدة و حلفائها الأوروبيين بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا تشبه المادة الخامسة من معاهدة الناتو، التي تنص على الدفاع الجماعي.

وصف ويتكوف هذه الضمانات بأنها “تغير قواعد اللعبة”، مشيرًا إلى أن روسيا التزمت تشريعيًا بعدم السعي للاستيلاء على أراضٍ إضافية في أوكرانيا.

تركيز على السلام الدائم بدلاً من وقف إطلاق النار

دافع ويتكوف عن قرار ترامب بالابتعاد عن المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، مؤكدًا أن التركيز تحول نحو التوصل إلى اتفاق سلام شامل بسبب التقدم الكبير الذي أحرزته المحادثات.

وأشار إلى أن الجانبين ناقشا معظم القضايا الضرورية لتحقيق هذا الهدف، مع ملاحظة اعتدال في موقف روسيا بشأن التسوية النهائية.

يعكس هذا التحول رؤية استراتيجية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف، مع ضمان استقرار طويل الأمد لأوكرانيا.

أوروبا شريك أساسي في الضمانات الأمنية

أكد زيلينسكي على أهمية مشاركة أوروبا في صياغة هذه الضمانات، مشيرًا إلى أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي يُعد جزءًا من الأمن الشامل.

وفي منشور على تطبيق “تلغرام”، شدد على ضرورة توضيح الأدوار الأمريكية والأوروبية، بالإضافة إلى دور الاتحاد الأوروبي، لضمان تطبيق الضمانات عمليًا.

جاءت هذه التصريحات عقب اجتماع عبر الفيديو لقادة “تحالف الراغبين”، الذي يضم دولًا داعمة لأوكرانيا، مما يعكس التنسيق الوثيق بين كييف وحلفائها.

تحديات المستقبل : التفاصيل والتنفيذ

رغم التفاؤل الحذر، أشار زيلينسكي إلى أن التفاصيل المتعلقة بكيفية تنفيذ هذه الضمانات لم تُحسم بعد.

يظل تحديد الأدوار الأمريكية والأوروبية، وآليات تطبيق الحماية، من أولويات كييف في المحادثات المقبلة.

يُعد اجتماع واشنطن خطوة حاسمة لتوضيح هذه النقاط، حيث سيجتمع ترامب و زيلينسكي مع قادة أوروبيين لمناقشة الخطوات التالية نحو السلام والأمن الإقليمي.