تسريب بيانات Naval Group الفرنسية: تهديد سيبراني غير مسبوق للأمن العسكري

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
في هجوم سيبراني غير مسبوق، كشف هاكر يُعرف باسم “Neferpitou” عن تسريب حزمة بيانات ضخمة من شركة Naval Group الفرنسية، الرائدة في الصناعات الدفاعية. بدأ الأمر بحزمة أولية بحجم 13 جيجابايت تم نشرها عبر منتدى في الدارك ويب، مصحوبة بإنذار للشركة يطالب بالتواصل خلال 72 ساعة، وإلا سيتم نشر البيانات الكاملة التي تصل إلى 1 تيرابايت. وبعد انتهاء المهلة دون استجابة، نفّذ الهاكر تهديده، مما أدى إلى كشف معلومات حساسة تهدد الأمن القومي الفرنسي.
تفاصيل البيانات المسربة
البيانات المسربة تشمل معلومات بالغة الحساسية، منها:
- الرموز البرمجية لأنظمة إدارة القتال (CMS) المستخدمة في الغواصات النووية والفرقاطات المتقدمة، وهي سفن حربية متعددة المهام مجهزة برادارات بعيدة المدى وصواريخ دفاعية وهجومية.
- وثائق تصميم داخلية وأدلة استخدام سرية.
- محاكيات هندسية لاختبار أنظمة التسليح.
- مراسلات سرية بين مهندسي الدفاع.
- ملفات بيئة تطوير افتراضية (VMs) مرتبطة بمشاريع عسكرية استراتيجية.
هذه البيانات تشكل العمود الفقري للقدرات التقنية والعسكرية للأسطول البحري الفرنسي، مما يجعل التسريب تهديدًا مباشرًا للأمن العسكري.

السياق السياسي: مصادفة أم انتقام؟
يأتي هذا التسريب بعد أيام من إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025. هذا التزامن الزمني يثير تساؤلات حول دوافع الهجوم: هل هو رد فعل انتقامي على الموقف السياسي الفرنسي؟ أم مجرد مصادفة؟ بغض النظر عن الدوافع، فإن الحادث يكشف عن ثغرات خطيرة في الأمن السيبراني للصناعات الدفاعية الفرنسية.
التداعيات المحتملة
- الأمن القومي: تسريب الرموز البرمجية ووثائق التصميم قد يمكّن جهات معادية من استغلال نقاط ضعف الأنظمة العسكرية الفرنسية.
- العلاقات الدولية: قد يؤثر الحادث على ثقة الشركاء الدوليين في قدرة فرنسا على حماية الأسرار العسكرية المشتركة.
- الصناعات الدفاعية: Naval Group قد تواجه خسائر مالية وتشوهًا في سمعتها، مع احتمال فرض عقوبات تنظيمية.
استنتاج
تسريب بيانات Naval Group يكشف عن هشاشة الأمن السيبراني في القطاعات الحيوية، ويؤكد الحاجة الملحة لتعزيز الحماية الرقمية للصناعات الدفاعية. مع استمرار التحقيقات، تبقى الأسئلة مفتوحة حول دوافع الهجوم وتداعياته طويلة الأمد.