عروض واعلانات
تكنولوجيا

سام ألتمان يحذر : التقليل من تقدم الصين في الذكاء الاصطناعي يهدد صدارة أمريكا

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

في ظل السباق العالمي المحتدم للهيمنة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، أطلق سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، تحذيرًا صريحًا من خطأ استراتيجي قد ترتكبه الولايات المتحدة بالتقليل من شأن التقدم السريع الذي تحرزه الصين في هذا المجال.

يرى ألتمان أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تكنولوجيا مبتكرة، بل أصبح محركًا استراتيجيًا يعيد تشكيل موازين القوى العالمية، مؤثرًا في الاقتصاد، السياسة، والأمن القومي.

تحذير من الاعتماد على قيود الرقائق

خلال إحاطة صحفية نادرة في سان فرانسيسكو، أشار ألتمان إلى أن السباق بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي متشابك ومعقد، ولا يمكن قياسه بمقاييس بسيطة مثل “من الأول”.

و أعرب عن شكوكه في فعالية السياسات الأمريكية التي تركز على تقييد تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين، معتبرًا أن هذه الإجراءات قد لا تواكب الواقع التقني المتسارع.

و أوضح أن الصين قادرة على تطوير قدراتها الذاتية في تصنيع أشباه الموصلات أو إيجاد حلول بديلة، مثل بناء مصانع رقائق أو تعزيز نماذج الذكاء الاصطناعي المعتمدة على الاستدلال السريع.

تأثير النماذج مفتوحة المصدر

أكد ألتمان أن المنافسة لا تقتصر على الأجهزة، بل تشمل البحث العلمي، تطوير النماذج، والبرمجيات مفتوحة المصدر.

وأشار إلى أن التقدم الصيني في طرح نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر، مثل DeepSeek و Kimi K2، دفع OpenAI إلى إطلاق نماذجها الخاصة مفتوحة المصدر (gpt-oss-120b و gpt-oss-20b)، لمنع هيمنة النماذج الصينية على المطورين عالميًا.

إعادة رسم الاستراتيجية الأمريكية

تأتي تصريحات ألتمان في وقت تعيد فيه واشنطن صياغة استراتيجيتها للحد من طموحات الصين في الذكاء الاصطناعي.

فقد شددت إدارة بايدن قيود تصدير الرقائق، بينما اتخذ الرئيس ترامب قرارًا في أبريل 2025 بوقف توريد الرقائق المتقدمة بالكامل.

و مع ذلك، سمحت الولايات المتحدة مؤخرًا ببيع رقائق “آمنة للصين” بشرط تحويل 15% من عائدات شركتي Nvidia و AMD إلى الحكومة الفيدرالية، وهو قرار أثار جدلاً واسعًا.

تصريحات مثيرة للجدل

أثارت تصريحات وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، ردود فعل غاضبة في بكين، بعدما صرح أن الولايات المتحدة تبيع للصين رقائق “من المستوى الرابع” فقط، بهدف إبقائها متأخرة تقنيًا.

ردًا على ذلك، أصدرت إدارة الفضاء السيبراني الصينية تعليمات لشركات مثل بايت دانس و علي بابا بالتوقف عن طلب رقائق H20 من Nvidia، في انتظار مراجعة أمنية، كما دعت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الشركات المحلية إلى تجنب شراء رقائق Nvidia لتفادي العقوبات.

نقطة ضعف استراتيجية

في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أشار المطور التكنولوجي هشام الناطور إلى أن تركيز الولايات المتحدة على تقييد الرقائق يمثل نقطة ضعف في استراتيجيتها، حيث يتطلب التفوق في الذكاء الاصطناعي منظومة شاملة تشمل البحث، البيانات، والبرمجيات.

و أكد أن الصين أثبتت قدرتها على التكيف مع العقوبات، كما فعلت هواوي عندما طورت بدائل لنظام أندرويد بعد الحظر الأمريكي.

استراتيجية أمريكية مزدوجة

من جهته، يرى المحلل ألان القارح أن واشنطن تعتمد استراتيجية مزدوجة: تقييد وصول الصين إلى الموارد التقنية، وفي الوقت ذاته تعزيز استثماراتها المحلية في مصانع الرقائق و سلاسل التوريد.

و يؤكد أن هذه السياسة تبطئ تقدم الصين وتفرض عليها تكاليف زمنية وتقنية، مما يمنح أمريكا ميزة تكتيكية مؤقتة.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button