زوما يربك حسابات بريتوريا : دعم صريح للحكم الذاتي المغربي و اتهام الخارجية بالبروباغندا

تيلي ناظور : متابعة
في خطوة لافتة، جدّد حزب “أومكونتو وي سزوي”، بقيادة الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، دعمه الصريح لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل نهائي لنزاع الصحراء، داعياً حكومة بلاده إلى الكفّ عن ما وصفه بـ”الدعاية السياسية” لصالح أطراف معينة في هذا الملف الشائك.
جاء ذلك خلال ندوة صحفية عقدها الحزب في جوهانسبورغ، خصّصت للرد على الجدل الذي أثارته زيارة زوما إلى الرباط منتصف يوليوز الماضي، والتي أثارت انتقادات من وزارة العلاقات الدولية الجنوب إفريقية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، واعتُبرت “خروجاً عن الموقف الرسمي”.

وأكد ناثي نهليكو، الرئيس الوطني للحزب، أن الزيارة جاءت امتداداً لمحادثات بدأها زوما مع الملك محمد السادس سنة 2017، مشدداً على أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل العملي والواقعي لإنهاء النزاع، ويحظى بدعم متزايد من عدة دول إفريقية.
كما كشف أن زيارة زوما للمغرب شملت جولة في ميناء طنجة المتوسط، وتباحثاً مع مسؤولين عن فرص تدريب الشباب الجنوب إفريقي، وتعاوناً رياضياً مع أكاديمية الملك محمد السادس لكرة القدم، في خطوة تهدف إلى نقل التجربة المغربية في تكوين الكفاءات.
وفي رد قوي على بيان الخارجية الجنوب إفريقية، الذي اعتبر أن لقاء زوما مع وزير الخارجية المغربي “خرق للأعراف”، شدد الحزب على أن العلم الوطني لا يمثل حزباً دون آخر، بل يرمز إلى سيادة الدولة برمتها.
ودافع عدد من النشطاء عن خطوة زوما، وذكّروه بدوره السابق كرئيس للبلاد، معتبرين أن موقفه يعبّر عن شجاعة سياسية.


واعتبر مراقبون أن هذا الموقف يمثل تحوّلاً نوعياً في تعاطي أطراف جنوب إفريقية مع ملف الصحراء، خاصة وأن البيان الختامي للزيارة وصف مبادرة الحكم الذاتي بأنها “واقعية وذات مصداقية”، داعياً المجتمع الدولي إلى دعمها كحل ينهي أحد أقدم النزاعات في القارة.