روسيا على أعتاب علاج السرطان بلقاح mRNA مخصص : جاهزية كاملة خلال أسابيع

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
أعلن ألكسندر غينزبورغ، مدير مركز غاماليا الوطني لبحوث الأوبئة و الأحياء الدقيقة، أن العلماء الروس جاهزون لبدء علاج المرضى بلقاح mRNA روسي ضد السرطان خلال الأسابيع الستة المقبلة، مع التركيز الأولي على مرضى سرطان الجلد ( الميلانوما ) .
جاء الإعلان خلال جلسة نقاش بعنوان تاريخ الريادة الروسية في العلوم و التكنولوجيا الطبية ، كما نقلت وكالة ” نوفوستي ” و ” تاس ” يوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025 .
تفاصيل الإعلان و الجاهزية
أكد غينزبورغ أن الفريق البحثي قد حدد بالفعل مجموعة من 60 مريضاً بسرطان الجلد، و تم تحديد بياناتهم الجينية الفردية لتصميم اللقاح المخصص.
لقد حددنا بياناتهم الجينية الشخصية، و نحن جاهزون للانتقال إلى علاجهم بجهود مشتركة خلال شهر إلى شهر و نصف فقط، قال غينزبورغ، مشيراً إلى تعاون مع معهد هرتسن لأبحاث السرطان و مركز بلوخين الوطني للسرطان في موسكو.
اللقاح، الذي يعتمد على تقنية mRNA و مستضدات نيوأنتيجين مبتكرة، مصمم خصيصاً لكل مريض لاستهداف الورم بدقة عالية، مما يجعله علاجاً شخصياً يهدف إلى قمع نمو الورم و منع الانتشار.
دور الذكاء الاصطناعي في العملية
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تسريع الإنتاج، حيث يقوم بتحليل مؤشرات الورم و إنشاء خريطة للدواء المستقبلي في أقل من ساعة، باستخدام خوارزميات رياضية و شبكات عصبية .
بعد ذلك، يقوم المتخصصون بتحضير اللقاح خلال أسبوع واحد فقط، وفقاً لإجراءات تنظيمية خاصة أقرتها الحكومة الروسية هذا العام للأدوية الشخصية .
بدأ تطوير اللقاح في منتصف 2022، مستفيداً من خبرة مركز غاماليا في إنتاج لقاح سبوتنيك V ضد كوفيد-19.
السياق الأوسع و التوقعات
يُعد هذا اللقاح خطوة ثورية في مكافحة السرطان، حيث أظهرت التجارب المسبقة السريرية قدرته على قمع تطور الورم ومنع الانتشار، وفقاً لتقارير سابقة.
و مع ذلك، يظل العلاج تجريبياً في هذه المرحلة، و سيتم توزيعه مجاناً في روسيا، كما أشارت تقارير إعلامية.
يعمل المركز أيضاً على نماذج لعلاج أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان البنكرياس و الكلى و الرئة غير الخلايا الصغيرة، مما يعزز من مكانة روسيا في الريادة الطبية.
هذا التطور يأتي في وقت يشهد فيه العالم تقدماً في لقاحات mRNA الشخصية، مثل تلك التي تطورها جامعة فلوريدا الأمريكية لسرطان الدماغ.
يُمثل إعلان غينزبورغ أملاً جديداً لمرضى السرطان، لكنه يتطلب متابعة دقيقة لنتائج التجارب السريرية لضمان الفعالية و السلامة .
 
 



