عروض واعلانات
أكاديمي

رواق مشترك لسبع مؤسسات وطنية في المعرض الدولي للكتاب بالرباط : تكامل ثقافي وخدمة معرفية موحدة

تيلي ناظور: سلوى المرابط

شهد المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الثلاثين، المنعقدة بالرباط، مبادرة ثقافية نوعية تمثّلت في إقامة رواق مشترك لسبع مؤسسات وطنية، جمعها هدف واحد : تعزيز الإشعاع الثقافي الوطني و تقديم خدمة معرفية متكاملة لزوار المعرض.

و يتعلق الأمر بكل من مؤسسة أرشيف المغرب، المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أكاديمية المملكة المغربية، المجلس الوطني لحقوق الإنسان، المجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي، ومجلس الجالية المغربية بالخارج.

و قد اختارت هذه المؤسسات توحيد حضورها في فضاء واحد يعكس رؤية استراتيجية قائمة على الانفتاح والتقاسم، بدل الحضور المتفرق كما جرت العادة في دورات سابقة.

شكل الرواق المشترك فضاءً ديناميًا، تجاوز كونه نقطة عرض للمطبوعات و المنشورات، ليغدو منصة حوار مفتوحة مع الجمهور، تفاعلت خلالها المؤسسات مع الزوار، و عرّفت بأدوارها ووظائفها، و ساهمت في تعزيز القرب من المواطن.

كما نظمت سلسلة من الندوات و اللقاءات الفكرية التي جمعت مثقفين و باحثين، و طرحت مواضيع راهنية تمس قضايا الهوية، الذاكرة، و التحول الاجتماعي.

بحسب القائمين على هذه المبادرة، فإن اختيار الرواق المشترك لم يكن قرارًا اعتباطيًا، بل خطوة مدروسة تعكس إرادة مؤسساتية لبلورة رؤية ثقافية موحدة تتيح التكامل بدل التشتت.

و وفق تصريح صادر عن المكتبة الوطنية، فإن “التنسيق بين المؤسسات الثقافية الوطنية يعزز من نجاعة الحضور العمومي في المشهد الثقافي، و يساهم في خدمة المواطن من موقع معرفي موحّد، بعيدًا عن تعدد القنوات و تكرار المضامين” (المصدر: البلاغ الصحفي للمكتبة الوطنية، 2025).

و على الرغم من اختلاف المجالات التي تشتغل فيها هذه المؤسسات، فإن رواقها الموحد تميز بتنوع منشوراته، من كتب تاريخية وأعمال بحثية، إلى تقارير سنوية و بيانات علمية، مرورًا بإصدارات توثّق لذاكرة الهجرة و الثقافة الأمازيغية و حقوق الإنسان.

هذا التنوع أسهم في جعل الرواق محطة ثقافية ذات جاذبية خاصة، استقطبت فئات متعددة من الزوار، من الباحثين و الطلبة إلى عموم .

يرى عدد من الفاعلين في الحقل الثقافي أن هذه التجربة تمثل نواة أولى لتجسيد “البيت الثقافي المغربي المشترك”، و هو تصوّر يمكن أن يتطوّر ليشمل مؤسسات أخرى، كما يمكن أن يمتد خارج نطاق المعرض، عبر مبادرات دائمة مشتركة تعزز من إشعاع الثقافة المغربية داخليًا وخارجيًا.

أثبت الرواق المشترك لسبع مؤسسات وطنية في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط أن التنسيق الثقافي ليس مجرد شعار، بل خيار عملي يفتح آفاقًا جديدة في مجال العمل المؤسساتي الثقافي.

كما كشف عن مدى الحاجة إلى العمل التشاركي من أجل خدمة المعرفة في بعدها الوطني والإنساني، في زمن تتقاطع فيه التحديات الثقافية مع رهانات التنمية.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button