حملة طبية لإزالة الجلالة في الحسيمة : نموذج يحتذى به في العمل الإنساني

تيلي ناظور : سلوى المرابط
الحسيمة تستضيف مبادرة طبية نوعيةفي إطار الجهود الرامية إلى تحسين الخدمات الصحية بالمناطق النائية، احتضنت مدينة الحسيمة مؤخرًا حملة طبية مجانية استهدفت علاج مرضى الجلالة (المياه البيضاء)، الذي يُعد أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر في المغرب .
وجاءت هذه الحملة ثمرة شراكة بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وجمعيات المجتمع المدني، مما يعكس أهمية التعاون بين مختلف الأطراف لتحقيق أهداف إنسانية مشتركة .

انطلقت الحملة بأهداف متعددة، من أبرزها تقليل نسب الإصابة بالعمى الناتج عن إهمال علاج الجلالة، بالإضافة إلى التخفيف من الأعباء المالية التي تواجهها الأسر المعوزة .
ويُذكر أن العديد من المناطق القروية المحيطة بالحسيمة تعاني من محدودية الوصول إلى خدمات طبية متخصصة، ما جعل هذه المبادرة ذات تأثير واسع حيث شارك في الحملة عدد من الأطباء المختصين في جراحة العيون إلى جانب أطقم تمريضية مدربة، حيث تم إجراء فحوصات مجانية لأكثر من 500 شخص.
ومن بين هؤلاء، تبين أن 150 شخصًا بحاجة إلى تدخل جراحي لإزالة الجلالة .
وعلى الرغم من التحديات، تم تنفيذ العمليات باستخدام تقنيات حديثة وآمنة، مما أسهم في تسريع التعافي وضمان نتائج مرضية .
وقد لاقت الحملة إشادة واسعة من سكان المنطقة، الذين عبروا عن شكرهم وامتنانهم لهذه المبادرة .
وفي هذا السياق، صرّح أحد المستفيدين قائلاً : ” لم يكن بمقدورنا تحمل تكاليف هذه العمليات، ولكن بفضل هذه الحملة استعدنا الأمل في تحسين رغم النجاح الباهر الذي حققته الحملة، إلا أن استمرار مثل هذه المبادرات يشكل تحديًا، نظرًا إلى الموارد المحدودة والاحتياجات المتزايدة في المناطق القروية ” .

ومع ذلك، فإن هذا النجاح يُعدّ دافعًا قويًا لمضاعفة الجهود من أجل تنظيم حملات مماثلة بشكل منتظم.ختامًا، تُبرز حملة إزالة الجلالة في الحسيمة أهمية العمل الجماعي وتضافر الجهود لتلبية احتياجات الفئات المهمشة .
ومما لا شك فيه أن هذا النموذج الإنساني يمكن أن يُحتذى به في مناطق أخرى، ليس فقط في المغرب، بل في دول أخرى تعاني من تحديات مشابهة