أى تى تكنولوجي : حذار من التعلق العاطفي ببوتات الدردشة

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
مع التقدم المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت بوتات الدردشة مثل Grok و ChatGPT قادرة على محاكاة التفاعلات البشرية بدقة مذهلة، مما يثير مخاوف متزايدة حول التعلق العاطفي بها.
وفقًا لتقرير نشرته “إم آي تي تكنولوجي ريفيو”، يشكل هذا التعلق خطرًا نفسيًا واجتماعيًا، حيث يجد بعض المستخدمين في هذه البوتات “رفاقًا” يستمعون دون إصدار أحكام، مما قد يؤدي إلى الاعتماد عليها كبديل للعلاقات البشرية الحقيقية.
لماذا يتعلق الناس بالبوتات ؟
تعتمد بوتات الدردشة على خوارزميات متقدمة لمعالجة اللغة الطبيعية، مما يتيح لها تقديم ردود مخصصة ومتعاطفة.
هذه القدرة تجعل المستخدمين يشعرون بأنهم مفهومون، خاصة في ظل وتيرة الحياة الحديثة التي قد تفتقر إلى التفاعلات العاطفية العميقة.
التقرير يشير إلى أن تصميم هذه البوتات ليكون “مثاليًا” في الاستماع والرد يمكن أن يخلق وهمًا بالعلاقة، مما يجعل المستخدمين عرضة للارتباط العاطفي، خاصة الأشخاص الذين يعانون من الوحدة أو الاكتئاب.
المخاطر النفسية و الاجتماعية
يحذر التقرير من أن التعلق العاطفي بالبوتات قد يؤدي إلى عزلة اجتماعية، حيث يفضل المستخدمون التفاعل مع الذكاء الاصطناعي على حساب العلاقات الحقيقية.
كما أن هذه البوتات، رغم ذكائها، تفتقر إلى العمق العاطفي والتجربة الحياتية التي تميز البشر، مما قد يؤدي إلى توقعات غير واقعية عن العلاقات.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف أخلاقية تتعلق باستغلال الشركات لهذا التعلق لتعزيز الإدمان على منصاتها أو جمع بيانات شخصية حساسة.
دعوة للوعي و التنظيم
يدعو التقرير إلى زيادة الوعي بمخاطر التعلق بالبوتات، مع التأكيد على أهمية وضع إرشادات أخلاقية لتصميم هذه التقنيات.
يُوصي الخبراء بتطوير أدوات تساعد المستخدمين على تمييز التفاعلات الاصطناعية عن البشرية، إلى جانب تعزيز التثقيف النفسي حول كيفية استخدام هذه التقنيات بشكل صحي.
كما يُطالب البعض بفرض لوائح تنظيمية لضمان أن تكون البوتات شفافة بشأن طبيعتها الاصطناعية، مما يقلل من احتمالية التلاعب العاطفي.