حادثة تثير الجدل في فاس بعد رفض تقديم كوب ماء لزبون

تيلي ناظور

شهدت مدينة فاس واقعة غريبة أثارت جدلاً واسعاً، بعدما رفض صاحب أحد المقاهي تلبية طلب زبون اكتفى بطلب كوب ماء عادي، مُصراً على بيعه قنينة مياه معدنية بدلاً من ذلك، رغم أن الزبون برّر موقفه بأسباب صحية تتعلق بارتفاع ضغط الدم الناتج عن نسبة الصوديوم العالية في بعض أنواع المياه المعدنية.

ومن جهته، تفاعل المرصد المغربي لحماية المستهلك مع الحادثة بقلق شديد، مؤكداً أن ما حدث يُعد خرقاً واضحاً لحقوق المستهلك المنصوص عليها في القانون رقم 31.08 المتعلق بحماية المستهلك، والذي يضمن حرية اختيار المنتوجات والخدمات.

كما أوضح المرصد أن فرض نوع معين من المياه دون مراعاة الحالات الصحية للزبائن يُعد مخالفة صريحة للقانون رقم 28.07 المتعلق بالسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، خاصة أن بعض أنواع المياه المعدنية تحتوي على نسب مرتفعة من الصوديوم والبوتاسيوم، ما يشكّل خطراً على صحة المصابين بأمراض القلب أو ارتفاع الضغط الدموي، مشيراً إلى أن ما يقارب ثلث المغاربة يعانون من هذه الأمراض المزمنة.

وعلاوة على ذلك، نبه المرصد إلى أن هذه الظاهرة باتت منتشرة في عدد من المقاهي المغربية، حيث يُجبر الزبائن على اقتناء قنينات مياه حتى في حال عدم استهلاكها، وهو ما يُعد مساساً بحقوقهم الأساسية وكرامتهم كمستهلكين.

وفي ختام بيانه، دعا المرصد السلطات المختصة، وعلى رأسها وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، إلى تشديد المراقبة وضمان احترام المقاهي والمطاعم للقوانين الجاري بها العمل، كما حث أرباب المقاهي على تقديم بدائل منصفة مثل كوب ماء عادي حفاظاً على صحة الزبائن، مؤكداً على أهمية التبليغ عن مثل هذه الممارسات لحماية المستهلك المغربي.