جدل لغوي في مطار الناظور : دعوات لتفعيل الأمازيغية و مواجهة التمييز اللغوي

في خطوة تعبّر عن تنامي الوعي الحقوقي واللغوي بالمغرب، وجه فرع الناظور للجمعية المغربية لحقوق الإنسان رسالة مفتوحة إلى إدارة مطار الناظور–العروي، انتقد فيها رفض بعض موظفي شركة “سويسبورت” التواصل مع المسافرين باللغة الأمازيغية/الريفية، رغم معرفتهم بها.
الرسالة عبّرت عن “استياء شديد” من هذا السلوك، الذي برره الموظفون بكون الشركة أجنبية تشتغل بثلاث لغات فقط: العربية، الفرنسية، والإنجليزية. واعتبرت الجمعية هذا التصرف انتهاكاً صريحاً للحق في استخدام اللغة الأم، وتجاهلاً للهوية الثقافية واللغوية للمواطنين.
وأكدت الرسالة أن اللغة الأمازيغية لغة رسمية للدولة كما ينص على ذلك الفصل الخامس من دستور 2011، وهو ما يُلزم المؤسسات، بما فيها الشركات الخاصة العاملة في المرافق العمومية، باحترام هذا الطابع الدستوري، والعمل على إدماج الأمازيغية في الخدمات العمومية.
كما استندت الجمعية إلى المواثيق الدولية، خاصة المادة 27 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تضمن للأفراد حق التمتع بثقافتهم ولغتهم، بالإضافة إلى التأكيد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على عدم التمييز على أساس اللغة.

ودعت الجمعية إدارة المطار إلى اتخاذ تدابير فورية وملموسة لاحترام اللغة الأمازيغية في التفاعل مع المرتفقين، وخلق بيئة تعكس التعدد اللغوي للمغرب، وتعزز من كرامة المواطنين دون تمييز.
هذه الرسالة أثارت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب العديد من النشطاء عن تضامنهم مع مطالب الجمعية، مطالبين بفتح نقاش وطني حول التفعيل الجاد للطابع الرسمي للأمازيغية في المرافق العمومية والخاصة، لضمان العدالة اللغوية في الفضاء العمومي المغربي.