ثورة في عالم الأحلام : REMspace تحقق أول تواصل ثنائي بين شخصين أثناء نومهما الواعي

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
كشفت شركة REMspace المتخصصة في تقنيات الأحلام من وادي السيليكون عن نجاحها في إجراء أول تجربة تواصل ثنائي بين شخصين أثناء أحلامهما الواعية، حيث تمكن مشاركان من تبادل كلمة بلغة مبتكرة تُدعى Remmyo باستخدام أجهزة متقدمة لرصد نشاط الدماغ.
و قد أكد الرئيس التنفيذي مايكل رادوجا أن هذا الإنجاز يمثل خطوة أولى نحو تطوير تواصل لحظي داخل الأحلام، مشيرًا إلى أن التواصل في الأحلام كان يبدو كالخيال العلمي أمس، و غدًا سيصبح أمرًا يوميًا لا نستطيع تخيل حياتنا بدونه.
يأتي هذا الاكتشاف بعد خمس سنوات من البحث، ويفتح آفاقًا جديدة في مجال العلوم العصبية والتطبيقات التجارية.
أجريت التجربة في 24 سبتمبر 2024، حيث دخل أحد المشاركين حالة حلم واعٍ أثناء مرحلة REM ( حركة العين السريعة )، و تلقى كلمة عشوائية Zhilak من لغة Remmyo عبر إشارات صوتية و مرئية.
أعاد المشارك الكلمة بصوت عالٍ داخل الحلم، حيث سجلت أجهزة الرصد نشاط الدماغ والعضلات الوجهية، و خزنت الرسالة في خادم.
بعد ثماني دقائق، دخل المشارك الثاني حلمًا واعيًا و تلقى الرسالة نفسها، ثم أكد استلامها عند الاستيقاظ.
كما نجح شخصان آخران في التواصل مع الخادم من خلال أحلامهما، مما يعزز مصداقية النتائج الأولية.
طور فريق REMspace لغة Remmyo كأداة بسيطة للتواصل داخل الأحلام، تعتمد على كلمات قصيرة سهلة التذكر لتجنب التعقيدات العصبية.
استخدمت التجربة أجهزة مراقبة النوم المتقدمة، بما في ذلك مستشعرات الإلكتروميوجرافيا الوجهية التي ترصد الأصوات و الحركات الدقيقة أثناء الحلم، بالإضافة إلى سماعات وأضواء لإرسال الإشارات.
هذه التقنية مبنية على أبحاث سابقة أثبتت فيها REMspace إمكانية التحكم في سيارات افتراضية أثناء النوم، مما يجعل التواصل الثنائي خطوة طبيعية نحو تطبيقات أوسع مثل حل المشكلات أو التعلم أثناء الراحة.
يرى رادوجا أن نوم REM و مظاهره مثل الأحلام الواعية ستصبح الصناعة الكبرى التالية بعد الذكاء الاصطناعي، مع تطبيقات في العلاج النفسي، تطوير المهارات، و التعليم.
تخطط الشركة لإصدار جهاز LucidMe PRO بحلول 2025، الذي يجمع بين تطبيق مشاركة اليوميات الحلمية و جهاز مراقبة النوم لتتبع الأحلام في الوقت الفعلي.
كما يعمل الفريق على تحقيق تواصل فوري داخل الأحلام في الأشهر القادمة، مع التركيز على التحقق العلمي من خلال مراجعة الأقران، التي قد تستغرق 6 إلى 12 شهرًا.
رغم الإثارة، أثار الإعلان جدلاً بين العلماء، حيث لم ينشر REMspace بعد بياناتًا خاضعة للمراجعة العلمية، مما يتطلب التحقق المستقل لتأكيد النتائج.
و مع ذلك، يعتمد الإنجاز على أبحاث سابقة منشورة، مثل تلك التي أظهرت قدرة الأحلام الواعية على حل المشكلات المعقدة.
يؤكد الفريق أن هذا الاكتشاف ليس خيالًا علميًا كفيلم Inception، بل خطوة عملية نحو فهم أعمق للوعي البشري، مع دعوة لمشاركة خبراء الأحلام في الدراسات المستقبلية.



