تيم كوك يُلهم موظفي apple في اجتماع تاريخي

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
في حدث غير مسبوق، عقد تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، اجتماعًا استثنائيًا يوم الجمعة الماضي في مقر الشركة بكاليفورنيا، جمع فيه جميع موظفي أبل.
هذا الاجتماع، الذي يُعد الأول من نوعه في تاريخ الشركة، لم يكن مجرد لقاء تحفيزي كالمعتاد، بل كان منصة لكوك لمشاركة رؤية جريئة لمستقبل أبل، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي، الابتكار، والتوسع في الأسواق الناشئة.
في هذا المقال، نستعرض أبرز النقاط التي تناولها كوك وتأثيرها على مستقبل أبل.
apple و الذكاء الاصطناعي : التأخر ليس فشلًا
خلال الاجتماع، تحدث كوك بصراحة غير معهودة، معترفًا بأن أبل متأخرة في سباق الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها. لكنه أكد أن هذا التأخر ليس عيبًا، بل جزء من استراتيجية أبل التاريخية.

فقد أشار إلى أن أبل لم تكن رائدة في ابتكار المنتجات مثل الهواتف الذكية أو الحواسيب أو الأجهزة اللوحية أو حتى أجهزة تشغيل الموسيقى، لكنها نجحت دائمًا في تقديم إصدارات متميزة غيرت قواعد اللعبة.
“سنفعل الشيء نفسه مع الذكاء الاصطناعي”، هكذا وعد كوك موظفيه، مؤكدًا أن أبل ستقدم تجربة ذكاء اصطناعي فريدة تتماشى مع قيم الشركة.
دمج الذكاء الاصطناعي في العمل اليومي
لم يكتفِ كوك بالإلهام، بل وضع توجيهات واضحة للموظفين بضرورة دمج الذكاء الاصطناعي في جميع المهام الوظيفية.
وأكد أن هذا الأمر ليس اختياريًا، بل شرط أساسي لمواكبة رؤية الشركة.
وحث الموظفين على التواصل مع مديريهم لتفعيل أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم اليومي، مما يعكس التزام أبل بجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من عملياتها الداخلية.
تحديات تطوير سيري : تأخير بسبب الجودة
تحدث كريج فيديرجي، مدير هندسة البرمجيات في أبل، خلال الاجتماع عن التحديات التقنية التي تواجه تطوير الإصدار الجديد من مساعد سيري الذكي.
و أوضح أن التأخير في إطلاق سيري المتطورة، المقرر الآن لمارس 2026، يعود إلى صعوبات في دمج النظام القديم لسيري، المسؤول عن المهام التقليدية مثل ضبط المنبهات أو إجراء المكالمات، مع نظام جديد يعتمد على نموذج لغوي ضخم (LLM).

الحل؟ بناء قاعدة برمجية جديدة من الصفر تجمع بين قدرات النظامين لتقديم تجربة سلسة ومتطورة.
هذا التأخير، كما أكد فيديرجي، يعكس التزام أبل بتقديم منتج عالي الجودة بدلاً من إصدار متسرع.
معالجات أبل الخاصة : خطوة نحو الاكتفاء الذاتي
أعرب كوك عن تفاؤله الكبير بجهود أبل في تطوير معالجاتها الخاصة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.
هذه الخطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على شركات مثل إنفيديا، مما يمنح أبل استقلالية أكبر في سوق الذكاء الاصطناعي.
وتأتي هذه الاستراتيجية في وقت تسعى فيه أبل لتعزيز قدراتها التقنية الداخلية لمواجهة المنافسة المتزايدة.
التوسع في الأسواق الناشئة
لم يقتصر حديث كوك على الذكاء الاصطناعي، بل تناول أيضًا خطط أبل للتوسع في الأسواق الناشئة.
أعلن عن خطط لافتتاح متاجر رسمية في دول مثل الهند والإمارات والسعودية بحلول العام المقبل، وهي خطوة استراتيجية لتعزيز حضور أبل في أسواق ذات إمكانيات نمو هائلة.
هذا التوسع يعكس رؤية أبل للوصول إلى قاعدة عملاء أوسع وتعزيز مكانتها العالمية.
منتجات جديدة تثير الحماس
اختتم كوك الاجتماع بإثارة حماس الموظفين حول المنتجات المستقبلية.
وقال إنه “لم يكن يومًا متحمسًا لمجموعة منتجات أبل كما هو متحمس الآن”، مشيرًا إلى أن السنوات القادمة ستشهد إطلاق منتجات مبتكرة ستعيد تعريف تجربة المستخدم.
هذا التصريح يعزز التوقعات حول إمكانيات أبل في تقديم حلول ثورية، سواء في الذكاء الاصطناعي أو غيره من المجالات.
خلاصة القول
اجتماع تيم كوك مع موظفي أبل لم يكن مجرد لقاء تحفيزي، بل كان إعلانًا عن مرحلة جديدة في تاريخ الشركة.
من خلال التركيز على الذكاء الاصطناعي، تطوير معالجات خاصة، التوسع في الأسواق الناشئة، وإطلاق منتجات مبتكرة، تسعى أبل لتعزيز مكانتها كرائدة في عالم التكنولوجيا.
رغم التحديات، يبدو أن كوك وفريقه مصممون على تحويل التأخر إلى فرصة لتقديم تجربة استثنائية، كما فعلت أبل دائمًا.