ترامب يفجر قنبلة : نستأنف التجارب النووية فورًا !

أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس 30 أكتوبر 2025، وزارة الدفاع الأمريكية باستئناف التجارب النووية فورًا، و ذلك بعد توقف دام 33 عامًا منذ نهاية الحرب الباردة، معتبرًا أن الولايات المتحدة يجب أن تختبر أسلحتها على قدم المساواة مع برامج الدول الأخرى مثل روسيا و الصين.
و قد جاء الإعلان عبر منشورات على منصة تروث سوشيال أثناء تواجده في كوريا الجنوبية، دقائق قبل لقائه الرئيس الصيني شي جين بينغ في بوسان، مما أثار تكهنات بأنه رسالة سياسية مباشرة للخصوم.
و أضاف ترامب أن الدول الأخرى تجري برامج اختبار نووية، مشيرًا إلى أن روسيا و الصين يبدو أنهما يجريان تجارب نووية كاملة، مما يستدعي ردًا أمريكيًا متساويًا.
سارعت الصين إلى الرد، محذرة واشنطن من الالتزام الجاد بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية ( CTBT )، ومؤكدة التزامها بتعليق التجارب النووية، مع الإشارة إلى تضاعف ترسانتها النووية إلى 600 رأس حربي في 2025 مقارنة بـ300 في 2020، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية و الدولية (CSIS).
أما روسيا، فقد نفت أن اختباراتها الأخيرة لصاروخ كروز نووي بوريفيستنيك و طوربيد بوسيدون في 21 و 28 أكتوبر تشكل تجارب نووية حقيقية، بل هي اختبارات لأنظمة تعمل بالطاقة النووية دون انفجار، و أعربت عن أملها في أن يكون ترامب مُعلَمًا جيدًا بهذه التفاصيل.
وفي سياق متصل، أعلن ترامب أيضًا دعمًا أمريكيًا لكوريا الجنوبية لبناء غواصة نووية، مما يعزز التوترات في آسيا حيث تتواجد قوى نووية مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية.
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد، معتبرة أن التجارب النووية غير مسموح بها تحت أي ظرف، كما أكد فرحان حق، مساعد المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش.
وأضاف حق أن المخاطر النووية الحالية مرتفعة للغاية في شكل ينذر بالخطر، محذرًا من أن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى سوء تقدير أو تصعيد تكون له عواقب وخيمة.
و يأتي هذا الموقف في وقت يُعد فيه الإطار الدولي للحد من التسلح، مثل معاهدة CTBT التي و قعتها الولايات المتحدة لكنها لم تصدق عليها، على شفا الانهيار، حيث لم تجرِ أي تجربة نووية انفجارية في هذا القرن سوى كوريا الشمالية ( 6 تجارب بين 2006 و 2017 )، وأعلنت حتى هي توقفًا في 2018.
طرح خبيران، إيلويز فاييه من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية و وليام ألبرك المدير السابق لمركز منع الانتشار النووي في الناتو، ثلاث فرضيات رئيسية لتفسير تصريحات ترامب.
أولاها، رد على الابتكارات الروسية الأخيرة مثل صواريخ ترايدنت التي أجرتها أمريكا مؤخرًا، أو اختبارات أنظمة دون انفجار.
ثانيًا، توسيع التجارب دون الحرجة ( subcritical tests ) المسموح بها بموجب CTBT، حيث تعتمد واشنطن سياسات أكثر تقييدًا من موسكو وبكين، التي تستخدم تقنيات الاقتران تحت الأرض لإخفاء الانفجارات الصغيرة، مما يجعل كشفها صعبًا.
و ثالثًا، الأخطر، استئناف تجارب انفجارية حقيقية، مدعومة من قبل مؤسسات محافظة مثل هيريتيج التي دعت في يناير إلى استعداد أمريكي لمثل هذه الاختبارات، رغم برامج المحاكاة الفعالة، لأغراض سياسية تهدف إلى دفع مفاوضات ثلاثية مع روسيا والصين لاتفاقية حد من الأسلحة.
و أشارت فاييه إلى أن الفائدة الوحيدة ستكون سياسية، محذرة من أنها قد تدخل العالم في عصر نووي جديد، خاصة مع عدم وضوح مكان الاختبارات المقترحة، ربما في نيفادا حيث أجرت أمريكا تجاربها التاريخية.
يخشى الخبراء أن يؤدي هذا الإعلان إلى توترات متصاعدة، بما في ذلك معارضة عامة في نيفادا و إدانات من الحلفاء، و ربما سلسلة اختبارات عالمية تشمل كوريا الشمالية أو الهند.
و مع تزايد الترسانات النووية الصينية و اختبارات روسيا، يُعد الإعلان تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية، قد يعيد سباق التسلح إلى الواجهة..
 
 



