ترامب يعيّن ماركو روبيو مستشارًا للأمن القومي بالوكالة : خطوة مفاجئة في لحظة حساسة

تيلي ناظور:سلوى المرابط

في خطوة غير متوقعة تعكس ديناميكيات متسارعة داخل أروقة صنع القرار في واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأربعاء 1 مايو 2025، تعيين وزير الخارجية ماركو روبيو مستشارًا للأمن القومي بالوكالة، خلفًا لمايك والتز، الذي أُقيل من منصبه على خلفية ما عُرف إعلاميًا بفضيحة “سيغنال غيت” .

ويعود قرار الإقالة إلى حادثة مثيرة للجدل، تمثلت في تسريب معلومات عسكرية حساسة بعدما أُضيف عن طريق الخطأ الصحفي جيفري غولدبيرغ، رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك”، إلى مجموعة مشفّرة عبر تطبيق “سيغنال”، كانت مخصصة لمناقشة خطط ضربة أمريكية محتملة ضد أهداف في اليمن.

وبناء على ذلك، أُثيرت شكوك واسعة بشأن كفاءة والتز في إدارة ملفات الأمن القومي، الأمر الذي دفع ترامب إلى التدخل مباشرة لإقالته بعد 102 يومًا فقط من توليه المنصب .

وفي سياق متصل، اعتُبر تعيين روبيو تحوّلًا لافتًا في علاقة الرئيس ترامب مع السياسي الجمهوري الذي كان يُعرف سابقًا بـ”ليتل ماركو” خلال انتخابات 2016.

إلا أن العلاقات بين الرجلين شهدت تقاربًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن أبدى روبيو مواقف متشددة تجاه الصين، وإيران، وفنزويلا، بما يتقاطع مع سياسة “أمريكا أولًا” التي يرفع ترامب رايتها منذ ولايته الأولى

ومن ناحية أخرى، فإن تعيين روبيو يأتي في توقيت بالغ الحساسية، إذ تواجه واشنطن تحديات متراكمة، أبرزها استمرار الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تنامي النفوذ الصيني في جنوب شرق آسيا وأفريقيا.

وقد أشار روبيو في تصريحات سابقة إلى ضرورة انتهاج مقاربة أكثر مرونة مع بعض هذه الأزمات، ما قد يعكس تحوّلًا نسبيًا في رؤيته الدبلوماسية مقارنة بمواقفه التقليدية المتشددة .

إلى جانب ذلك، تراوحت ردود الفعل داخل الأوساط السياسية بين مرحّب ومتحفّظ.

فبينما رأى مؤيدو روبيو في التعيين خطوة ذكية تستفيد من خبرته كعضو بارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أعرب آخرون عن قلقهم من ازدواجية الأدوار، متسائلين عن مدى إمكانية التوفيق بين موقعه الحالي كوزير للخارجية ومنصبه الجديد كمستشار للأمن القومي بالوكالة.

وفي المجمل، لا شك أن تعيين ماركو روبيو في هذا المنصب الحساس يشكل اختبارًا جديدًا ليس فقط له، بل للإدارة الأمريكية ككل، التي باتت مطالبة بإعادة ترميم الثقة داخل المؤسسات الأمنية، وتقديم رؤية واضحة للتعامل مع ملفات دولية شائكة.

فهل سينجح روبيو في عبور هذا التحدي؟ أم ستفرض توازنات البيت الأبيض وتناقضات المرحلة واقعًا أكثر تعقيدًا؟

0
Show Comments (0) Hide Comments (0)
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

ابق على اطلاع!

اشترك لتحصل على أحدث المنشورات والأخبار والتحديثات في المدونة مباشرةً إلى صندوق الوارد الخاص بك.

بالضغط على زر التسجيل، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية وشروط الاستخدام و توافق عليها

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x