عروض واعلانات
منوعات

تراجع غير مسبوق : جواز السفر الأمريكي خارج قائمة الأقوى عالميًا

تيلي ناظور : نوفل سنوسي


لأول مرة في تاريخ مؤشر هنري لجوازات السفر، الذي يمتد على مدار عقدين، خرج جواز السفر الأمريكي من قائمة أقوى عشرة جوازات في العالم، ليهبط إلى المرتبة الثانية عشرة، مساويًا لجواز ماليزيا.

يتيح الجواز الأمريكي اليوم الوصول بدون تأشيرة إلى 180 وجهة فقط من أصل 227، مقارنة بـ189 وجهة في عام 2014 عندما كان يتصدر التصنيف العالمي.

يعكس هذا التراجع تحولات عميقة في ديناميكيات القوة الناعمة و التنقل العالمي، وفقًا لتقرير صادر عن شركة هنري آند بارتنرز المتخصصة في برامج الهجرة الاستثمارية.


يُعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى سياسات التأشيرات غير المتوازنة.

تمنح الولايات المتحدة دخولًا بدون تأشيرة لـ46 جنسية فقط، مما يضعها في المرتبة 77 عالميًا في مؤشر الانفتاح على التأشيرات.

قرارات دول مثل فيتنام باستبعاد الأمريكيين من الإعفاءات الجديدة من التأشيرات، و إدخال الصومال نظام تأشيرة إلكترونية، إلى جانب تغييرات في سياسات بابوا غينيا الجديدة و ميانمار، ساهمت في تقليص الوصول الحر للأمريكيين.

كما أثرت سياسات الهجرة الصارمة خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي شملت مراجعة مكثفة لسجلات حاملي التأشيرات، في إثارة ردود فعل دولية أدت إلى قيود متبادلة على الجواز الأمريكي.


شهد عام 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في طلبات الجنسية و الإقامة البديلة من الأمريكيين، مع زيادة بنسبة 67% في الربع الثالث مقارنة بكامل عام 2024.

أصبح الأمريكيون اليوم أكبر مجموعة تتقدم لبرامج الهجرة الاستثمارية عالميًا، مدفوعين بمخاوف من تدهور حرية التنقل و تقلبات السياسات الخارجية، خاصة مع تراجع الوصول إلى وجهات رئيسية في آسيا و أفريقيا.


يتصدر جواز سنغافورة التصنيف العالمي في 2025 بوصول إلى 193 وجهة بدون تأشيرة، تليه كوريا الجنوبية بـ190 وجهة، و اليابان بـ189 وجهة.

من الدول العربية، تحتل الإمارات المرتبة السابعة بـ185 وجهة، و السعودية المرتبة الحادية عشرة بـ182 وجهة.

في المقابل، يتذيل التصنيف جواز أفغانستان بـ24 وجهة فقط.

يبرز هذا التصنيف الفجوة المتزايدة بين الدول في حرية التنقل.


كما يحذر الدكتور كريستيان كايلين، رئيس شركة هنري آند بارتنرز، من أن هذا التراجع ليس مجرد تغيير في التصنيف، بل إشارة إلى تحولات أعمق في القوة الناعمة.

مع استمرار التوترات الجيوسياسية، قد يواجه الأمريكيون مزيدًا من القيود على التنقل، مما يدفع المزيد منهم للبحث عن جنسيات بديلة لضمان حرية أكبر في السفر و العمل عالميًا.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button