تحقيق صادم: الجيش الإسرائيلي يتعمد قصف المُسعفين ويمنع إنقاذ الجرحى في غزة
تيلي ناظور : نوال أموسى
كشف تحقيق صحفي نُشر على موقع “سيحاه مكوميت” الإسرائيلي، عن ممارسات ممنهجة وخطيرة ينفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، تستهدف فرق الإنقاذ والمصابين باستخدام أسلوب يُعرف بـ”الضربة المزدوجة”، وهي استراتيجية عسكرية تعتمد على ضرب نفس الموقع مرتين متتاليتين، بغرض قتل من يهرع لمساعدة الضحايا.
التحقيق الذي استند إلى شهادات جنود وضباط إسرائيليين، بالإضافة إلى روايات أطباء ومسعفين وشهود عيان، أكد أن هذه الممارسات أصبحت جزءاً من “روتين يومي” في العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل القطاع.
وفقاً للتقارير، تبدأ “الضربة المزدوجة” بقصف موقع مدني أو سكني، ثم تعود الطائرات المسيّرة بعد دقائق لقصف نفس المكان، مستهدفة بذلك كل من يقترب لإنقاذ المصابين، بمن فيهم المسعفون الذين يرتدون سترات إسعاف واضحة.
ونقل الموقع عن أحد الضباط قوله بصراحة صادمة: “الهدف هو قتل كل من يأتي للمساعدة، وهذا أصبح جزءاً من الروتين الذي اعتدنا عليه.”
التحقيق شدّد على أن الجيش لا يفرّق بين مدني ومسلّح في هذه العمليات، ما يُعرض حياة فرق الإنقاذ للخطر، رغم وضوح هوياتهم الإنسانية.
كما أن هذه السياسة الدموية أدت إلى تراجع كبير في تدخلات فرق الإسعاف، حيث أصبح كثيرون يخشون التوجه إلى مواقع القصف خشية أن تطالهم ضربة ثانية. ونتيجة لذلك، يُترك الجرحى في كثير من الأحيان ينزفون حتى الموت دون أن يصلهم أحد.
وأكد التحقيق أن معظم الذين تم قصفهم خلال محاولاتهم للإنقاذ لم يكونوا يحملون سلاحاً، بل كانوا مدنيين بالكامل، وهو ما يجعل من هذه الممارسات انتهاكاً واضحاً وخطيراً للقانون الدولي.
وصف التحقيق سياسة “الضربة المزدوجة” بأنها تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، إذ تُعد استهدافاً مباشراً للمدنيين، وهي مخالفة صريحة لما تنص عليه مواثيق حقوق الإنسان والأمم المتحدة. ورغم ذلك، يكتفي الجيش الإسرائيلي بالقول إنه “يُحقق في كل حالة على حدة”.
منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل، بدعم أميركي، حرباً شعواء على قطاع غزة، استخدمت فيها كل أشكال العنف: القصف، التجويع، التهجير، وتدمير البنية التحتية، غير آبهة بالنداءات الدولية أو بأوامر محكمة العدل الدولية.
وقد أسفرت هذه الحرب عن سقوط أكثر من 203 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة المئات، بينهم عدد كبير من الأطفال.
