تحسّن بيئي ملموس على السواحل المغربية : و 7% من الشواطئ لا تزال خارج معايير السلامة

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

شفت وزارة الانتقال الطاقي و التنمية المستدامة، في تقريرها الوطني لسنة 2024 الخاص برصد جودة مياه الاستحمام و رمال الشواطئ المغربية، عن تحسّن ملحوظ في جودة المياه الساحلية .

فقد بيّنت البيانات أن 93% من شواطئ المملكة تستوفي المعايير الوطنية المعتمدة للاستحمام من حيث الجودة الميكرو بيولوجية، حيث تم تصنيف 47% منها ضمن فئة ” الجودة الممتازة ” ، و 32% ضمن ” الجودة الجيدة ” ، بينما حصلت 14% على تقييم ” الجودة المقبولة ” .

و يعكس هذا التطور تقدماً تدريجياً في المؤشرات البيئية المرتبطة بالسواحل المغربية .

و رغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال 7% من محطات المراقبة، أي ما يعادل 32 محطة، تُصنّف على أنها غير مطابقة لمعايير الاستحمام .

و يُعزى ذلك إلى عدة عوامل، من أبرزها تصريف المياه العادمة بشكل مباشر أو غير مباشر إلى البحر، و النقص أو الضعف في التجهيزات الصحية ببعض الشواطئ، إلى جانب الضغط البشري المرتفع خلال موسم الصيف بفعل الأنشطة الترفيهية و السياحية .

فضلاً عن القرب من مصبات الأنهار و الخلجان التي غالباً ما تكون عرضة للتلوث بفعل الأنشطة البرية .

و ساهم التلوث اللحظي المسجل خلال السنوات الأربع الأخيرة في تراجع تصنيف جودة المياه بعدد من المواقع، وفقاً للمنهجية الوطنية المعتمدة في التقييم .

و قد شمل التصنيف السلبي عدداً من الشواطئ في مختلف الأقاليم الساحلية، أبرزها : شاطئ مارشيكا بالناظور، شاطئ طنجة المدينة، جبيلة III، سيدي قاسم و أصيلة الميناء بطنجة-أصيلة، إلى جانب زناتة الكبرى، زناتة الصغرى، النحلة سيدي البرنوصي، النحلة عين السبع و واد مرزك بالدار البيضاء .

كما تم إدراج شواطئ كلابونيطا، كيمادو و صباديا بالحسيمة، الشاطئ الصغير و ميامي بالعرائش، عين عتيق في الصخيرات تمارة، شاطئ الصنوبر (دافيد) في بنسليمان، إضافة إلى شاطئ أنفاس بأكادير–إداوتنان، و شاطئ لݣبݣيرة في الداخلة وادي الذهب .

و على صعيد النفايات البحرية، رصد التقرير 64 شاطئاً خلال سنة 2024، من خلال أخذ عينات من الرمال و تحليلها إلى جانب وصف و تصنيف النفايات المتراكمة .

و أظهرت النتائج انخفاض كمية النفايات المجمّعة بنسبة تفوق 21% مقارنة بالسنوات السابقة، مما يشير إلى نجاح نسبي لبعض المبادرات البيئية .

و رغم هذا الانخفاض، لا تزال فئة ” البلاستيك و البولسترين ” تهيمن على المشهد، إذ تُشكل حوالي 86% من إجمالي النفايات، و تتصدر أعقاب السجائر، و أغطية الزجاجات البلاستيكية، وعيدان الحلوى أكثر الأصناف انتشاراً .

و تمثل هذه الأصناف الثلاثة وحدها ما يزيد عن نصف كمية النفايات التي جُمعت خلال السنوات الأربع الأخيرة .

و يؤكد التقرير على ضرورة مواصلة الجهود لحماية السواحل المغربية في ظل استمرار التحديات الناتجة عن التوسع العمراني و الأنشطة الصناعية و السياحية، مما يستدعي تعزيز البنيات التحتية، و تفعيل الأطر القانونية، إلى جانب تكثيف برامج التوعية و التحسيس .

كما تعمل الوزارة حالياً على إعداد مخطط وطني جديد يهدف إلى الحد من التلوث البحري و ضمان استدامة الموارد الطبيعية الساحلية، بما ينعكس إيجاباً على صحة المصطافين و جودة الحياة بالمناطق الشاطئية .

0
Show Comments (0) Hide Comments (0)
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

ابق على اطلاع!

اشترك لتحصل على أحدث المنشورات والأخبار والتحديثات في المدونة مباشرةً إلى صندوق الوارد الخاص بك.

بالضغط على زر التسجيل، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية وشروط الاستخدام و توافق عليها

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x