تجنيد المتشددين يشعل الغضب في إسرائيل … و الحاخامات يعلنونها حربًا

تيلي ناظور : متابعة
في تصعيد جديد ينذر بأزمة داخلية خطيرة، حذر المرجع الروحي الأعلى لليهود الأرثوذكس المتشددين في إسرائيل من ما وصفه بـ”الحرب”، ردًا على نية الحكومة الإسرائيلية فرض الخدمة العسكرية الإلزامية على أعضاء هذا التيار الديني.
وفي هذا السياق، جاء هذا التحذير بعد أن أقدمت السلطات على اعتقال اثنين من المنشقين عن الحركة الأرثوذكسية، الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة في صفوف الطائفة المتدينة.
ومن جهتها، صحيفة “ياتيد نئمان”، لسان حال الأرثوذكس المتشددين، عنونت عددها الصادر يوم الخميس بكلمة واحدة: “الحرب”، ناقلة عن الحاخام البارز دوف لانداو تصريحه بأن “السلطات الإسرائيلية ستواجه تيارًا أرثوذكسيًا عالميًا موحدًا، يناضل من أجل بقائه وهويته الدينية”.
و بالتزامن مع ذلك، يأتي هذا التوتر في لحظة حساسة جدًا، حيث تخوض إسرائيل حربًا دامية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس.
وفي خضم هذه الحرب، أعلنت الحكومة في مطلع يوليوز نيتها توسيع قاعدة التجنيد لتشمل آلاف الشبان الأرثوذكس، الذين كانوا معفيين سابقًا من الخدمة العسكرية لأسباب دينية.
وعليه، فإن عدد اليهود المتشددين في إسرائيل يُقدّر بحوالي 1.3 مليون نسمة، أي ما يعادل 14% من السكان، من بينهم 66 ألف رجل في سن التجنيد، يستفيد معظمهم من إعفاءات قانونية طويلة الأمد.
وفي هذا الإطار، تهدد هذه الخطوة بتفجير الائتلاف الحكومي الهش بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي يعتمد بشكل كبير على دعم الأحزاب الدينية الأرثوذكسية لضمان بقائه في السلطة.
وسبق لهذه الأحزاب أن لوّحت بالانسحاب من الحكومة إذا تم المساس بالامتيازات التي يحظى بها أتباعها.
ومن ناحية أخرى، ليست القضية محصورة في بعدها السياسي أو القانوني فقط، بل تتعداها إلى صراع عميق حول هوية الدولة، والعلاقة بين الدين والدولة.
فالمتدينون الأرثوذكس يرون في الدراسة الدينية واجبًا مقدسًا، بينما يدعو مؤيدو التجنيد الشامل إلى تحقيق العدالة والمساواة في أداء الخدمة العسكرية بين جميع المواطنين.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن الحكومة من فرض هذه السياسة دون إشعال فتيل فتنة داخلية؟ أم أن المواجهة مع التيار المتشدد ستتحول إلى أزمة داخلية قد تتجاوز آثار الحرب الخارجية؟