عروض واعلانات
فن و ثقافة

بوليوود تسابق لاستغلال “سيندور” في السينما الوطنية

تيلي ناظور : نوفل سنوسي


تشهد صناعة السينما الهندية “بوليوود” سباقًا محمومًا للاستفادة من المشاعر الوطنية التي أثارتها المواجهة العسكرية الأخيرة بين الهند وباكستان، حيث تسارع الأستوديوهات لتسجيل حقوق أفلام مستوحاة من عملية “سيندور”.

يستعرض هذا المقال هذا الاندفاع السينمائي، وتداعياته، والدور الذي تلعبه السينما في تعزيز الروح الوطنية بالهند.

الصراع بين الهند و باكستان
في مايو 2025، اندلعت مواجهات عسكرية استمرت أربعة أيام بين الهند وباكستان، شهدت هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ وقصف مدفعي، أسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصًا من الجانبين.

بدأت هذه الأزمة، وهي الأعنف منذ عقود، بعد هجوم في 22 أبريل في كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية، أودى بحياة 26 مدنيًا.

وجهت الهند اتهامات لباكستان بالمسؤولية عن الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد بشكل قاطع.

أُطلق على العملية العسكرية الهندية اسم “سيندور”، مستوحى من المسحوق الأحمر الذي تزين به العرائس الهندوسيات شعرهن.

وفي خطوة سريعة، سجلت أستوديوهات بوليوود حقوق أفلام تحمل عناوين مثل “مهمة سيندور”، “سيندور: الانتقام”، “إرهاب باهالغام”، و”عملية سيندور”، للاستفادة من الزخم الوطني.

بوليوود وا لخطاب الوطني
يؤكد المخرج فيفيك أغنيهوتري، صاحب فيلم ملفات كشمير (2022)، على أهمية سرد هذه القصص، قائلاً: “لو كانت هوليوود، لأنتجوا 10 أفلام عن هذا الحدث. الجمهور يريد معرفة ما حدث خلف الكواليس”.

حقق فيلمه السابق، الذي تناول نزوح الهندوس من كشمير في التسعينيات، نجاحًا كبيرًا، لكنه أثار انتقادات لتأجيجه الكراهية ضد المسلمين.

ليس استغلال المناسبات الوطنية جديدًا في بوليوود. فقد حقق فيلم فايتر (2024)، المستوحى من قصف بالاكوت عام 2019، إيرادات بلغت 28 مليون دولار في الهند، بينما تصدر فيلم تشافا (2025)، الذي يروي قصة حاكم المراثا سامباجي، شباك التذاكر هذا العام، رغم اتهامه بالتحيز ضد المسلمين.

انتقادات الدعاية السياسية
يتزايد اتهام بوليوود بأنها أصبحت أداة دعائية لحكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومية الهندوسية، التي تحكم منذ 2014.

يعرب الناقد السينمائي راجا سين عن أسفه لتركيز المخرجين على قصص تبدو مدعومة من الحكومة، متسائلاً: “حاربنا ثم تراجعنا بطلب من ترامب، فأين البطولة؟”.

كذلك، انتقد المخرج أنيل شارما، الشهير بأفلام مثل غادار: إيك بريم كاثا (2001) وغادار 2 (2023)، هذا الاندفاع، واصفًا إياه بـ”عقلية القطيع”.

تأثير السينما على الرأي العام
يشير الناقد راجا سين إلى أن السينما الهندية تصور الملوك والقادة المسلمين في سياق يتسم بالعنف، ما يعزز سردية محددة.

ويحذر من أن كثرة الأفلام التي تخدم أجندات معينة دون تقديم وجهات نظر منصفة قد تؤدي إلى تشكيل رأي عام متحيز.

في المقابل، يرى المخرج راكيش أومبراكاش ميهرا، صاحب فيلم رانغ دي باسانتي (2006)، أن الوطنية الحقيقية تكمن في تعزيز السلام والوئام، قائلاً: “الوطنية هي أن نحب جيراننا ونبني مجتمعًا أفضل”.


تستمر بوليوود في استغلال الأحداث الوطنية لإنتاج أفلام تثير الحماس، لكن هذا التوجه يثير جدلاً حول دور السينما في تعزيز الانقسامات أو الوحدة.

مع تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية، يبقى السؤال : هل ستتمكن بوليوود من تقديم قصص متوازنة تعكس التنوع الهندي، أم ستظل أسيرة الخطاب الوطني؟

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
error: المحتوى محمي وفق سياسة الموقع.