بوتين يفجر قنبلة بحرية : بوسيدون النووي يهدد بـتسونامي إشعاعي

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025، عن نجاح تجربة مسيرة بحرية نووية تُدعى بوسيدون، و هي غواصة صغيرة روبوتية تعمل بالطاقة النووية، قادرة على إحداث دمار هائل في المناطق الساحلية.
و جاء الإعلان أثناء لقائه بجنود روس مصابين في أوكرانيا في مستشفى بموسكو، مشيرًا إلى أن التجربة أُجريت يوم الثلاثاء 28 أكتوبر، و شملت إطلاق الطوربيد من غواصة حاملة و تشغيل وحدة الطاقة النووية لفترة زمنية معينة.
و وصف بوتين الإنجاز بأنه نجاح هائل، مؤكدًا أن قوة بوسيدون تفوق حتى صاروخ سارمات العابر للقارات، و أن لا يوجد ما يشبهه في العالم.
و يأتي هذا بعد أيام قليلة من إعلان نجاح تجربة نهائية لصاروخ بوريفيستنيك المجنح النووي في 21 أكتوبر، و تمارين إطلاق نووية في 22 أكتوبر، في سياق تصعيد التوترات مع الولايات المتحدة تحت قيادة دونالد ترامب.
يُعد بوسيدون، المعروف في الناتو باسم كانيون، سلاحًا هجينًا بين الطوربيد و المسيرة الجوية، بطول 20-24 مترًا وقطر 1.8 مترًا و وزن 100 طن، قادرًا على حمل رأس حربي نووي بقوة تصل إلى 2 ميغاطن.
ووفقًا للخبراء، يُصمم لتفجير نفسه تحت سطح البحر قرب المدن الساحلية، مما يولد أمواج تسونامي إشعاعية تصل ارتفاعها إلى 500 متر، تغرق المنشآت الصناعية و القواعد العسكرية و تلوث المناطق بالإشعاع لسنوات طويلة.
و يُعتقد أنه مزود بقنبلة كوبالتية لتعزيز التأثير الإشعاعي، مما يجعله سلاح يوم القيامة كما وصفه المسؤولون الروس، و فئة جديدة من الأسلحة الانتقامية حسب مسؤولي الولايات المتحدة.
و تشمل مواصفاته سرعة قصوى 200 كم/ساعة ( 107 عقد )، مدى 10,000 كم، و عمق غوص 1,000 متر، مع نظام ملاحة ذاتي كامل يتجنب الدفاعات المضادة للغواصات.
تكمن قوة بوسيدون في تقنيات التخفي المتطورة، حيث يعمل بصمت مشابه للغواصات التقليدية، مستخدمًا سرعة منخفضة جدًا أثناء الرحلة الطويلة باتجاه الأهداف، لتجنب أجهزة التتبع الصوتية.
و يُفعَّل وضع السرعة العالية فقط في المرحلة النهائية ( عند 2-3 كم من الهدف )، عندما يصبح الكشف أكثر احتمالية، مما يجعله لا يمكن إيقافه كما يدعي بوتين.
و يمكنه السفر لأسابيع دون كشف، ثم الإفراج عن موجة تسونامي مدمرة، مما يخترق أي حواجز دفاعية.
و تم الكشف عنه أول مرة في أواخر 2015، كجزء من برنامج تطوير أسلحة نووية متقدمة ردًا على الولايات المتحدة.
أُطلقت أول غواصة حاملة لـبوسيدون، و هي بيلغورود ( مشروع 09852 )، في 23 أبريل 2019، و هي أطول غواصة في العالم بطول 184 مترًا، قادرة على حمل 6 طوربيدات من هذا النوع.
و تُعد بيلغورود جزءًا من أسطول روسي يشمل غواصات أوسكار-2 و خاباروفسك، مما يعزز قدرة روسيا على الضربة الثانية في سيناريوهات نووية.
و أجرت روسيا أول اختبار إطلاق في 27 نوفمبر 2016 من غواصة ساروف في المحيط المتجمد الشمالي، و في فبراير 2023 أنتجت الدفعة الأولى، رغم انتقادات لعدم الإعلان الرسمي السابق.
يثير الإعلان مخاوف من تصعيد سباق التسلح النووي، خاصة مع ترسانة روسيا التي تشمل أسلحة مثل بوريفيستنيك، وسط توترات الحرب في أوكرانيا و تصريحات ترامب المتشددة.
و يحذر خبراء من أن بوسيدون ينتهك قواعد الردع النووي التقليدية، و قد يؤدي إلى تلويث بيئي دائم للمدن الساحلية مثل لندن أو نيويورك، كما أشارت وسائل إعلام روسية في 2022 بأنه يغمر بريطانيا في أعماق البحر.
و يُعد الاختبار رسالة سياسية للغرب، تؤكد أن موسكو لن تستسلم للضغوط.



