بريطانيا تلوّح بالعقوبات ضد إسرائيل : تصعيد دبلوماسي أم تحوّل في الموقف ؟

تيلي ناظور : نوال أموسى
في تحوّل لافت في الخطاب الدبلوماسي البريطاني تجاه إسرائيل، أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن “فزعه واشمئزازه” من الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، ملوحًا بفرض عقوبات إضافية في حال استمرار الانتهاكات ومنع المساعدات.
وقال لامي، في تصريحات رسمية أدلى بها هذا الأسبوع، إن بلاده “لن تقف مكتوفة الأيدي” إزاء المشاهد الصادمة التي وثّقتها المنظمات الحقوقية، مؤكدًا أن الحكومة البريطانية بصدد مراجعة جميع التراخيص الخاصة بتصدير الأسلحة لإسرائيل، وأن محادثات التجارة الحرة تم تعليقها منذ مايو الماضي.

وكانت لندن قد جمّدت 30 رخصة تصدير سلاح في سبتمبر 2024 من أصل 350، في خطوة وُصفت حينها بـ”الرمزية”، لكنها اليوم قد تكون مقدّمة لإجراءات أوسع بالتنسيق مع حلفاء غربيين، خصوصًا بعد انضمام بريطانيا إلى بيان مشترك مع أكثر من 25 دولة، يُدين “القتل غير الإنساني” لمئات المدنيين الفلسطينيين أثناء بحثهم عن المساعدات.
ورغم التهديدات، يرى مراقبون أن الموقف البريطاني ما زال في طور “التصعيد المحسوب”، في ظل غياب إجماع أوروبي شامل، واستمرار العلاقات الأمنية مع تل أبيب على مستويات معينة.
ويبقى السؤال المطروح: هل تمضي بريطانيا فعلًا نحو سياسة أكثر صرامة تجاه إسرائيل، أم أن التصريحات الحالية تأتي تحت ضغط الرأي العام والمواقف الدولية المتصاعدة ضد الحرب على غزة؟