انقلاب عسكري في مدغشقر : الجيش يتولى السلطة بعد عزل الرئيس راجولينا و هروبه

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
أعلن كولونيل في الجيش المدغشقري، مايكل راندريانيرينا، الثلاثاء، تولي القوات المسلحة السلطة في الدولة الجزرية، عقب هروب الرئيس أندري راجولينا من البلاد و صوت البرلمان على عزله قبل دقائق من الإعلان العسكري.
و وصف الكولونيل الانتفاضة، التي قادها جنود انضموا إلى احتجاجات حركة جيل زد المعادية للحكومة، بأنها استجابة لدعوة الشعب للتغيير، في خطوة أنهت حكم راجولينا الذي دام عقودًا.
و أوضح راندريانيرينا، قائد وحدة النخبة CAPSAT، في مقابلة مع الإذاعة الوطنية : “ تولينا السلطة “، مشيرًا إلى حل جميع المؤسسات الحكومية باستثناء مجلس النواب، الذي أقر عزل راجولينا لتركه منصبه.
و أكد أن الجيش سيُشكل حكومة انتقالية لمدة عامين، تشمل إنشاء محكمة إصلاح عليا وإجراء استفتاء وطني يليه انتخابات، وسط احتجاجات واسعة اندلعت منذ 25 سبتمبر بسبب نقص المياه و الكهرباء و الفقر الذي يعاني منه ثلاثة أرباع السكان الـ30 مليونًا في البلاد، حيث يقل متوسط العمر عن 20 عامًا.
في تصعيد دراماتيكي، أعلن راجولينا، البالغ 51 عامًا، الاثنين، حل الجمعية الوطنية في خطوة يُشكك في شرعيتها، بعد أن نشر مرسومًا على وسائل التواصل يدعي استشارة قيادات البرلمان.

و في خطاب متلفز من موقع سري، أفاد راجولينا بأنه في مكان آمن عقب محاولة اغتيال نفذتها مجموعة من العسكريين و السياسيين، محذرًا من تداعيات اقتصادية و سياسية قد تؤدي إلى شح التمويل الدولي، كما حدث بعد انقلاب 2009 الذي أوصله إلى السلطة لأول مرة.
و رفض الرئيس الهارب التنحي، مؤكدًا احترام الدستور و انفتاحه على حوار للخروج من هذا الوضع، لكنه لم يكشف عن موقعه الدقيق، وسط تكهنات بأنه فر إلى جزيرة ريونيون الفرنسية على متن طائرة عسكرية.
شهدت الأزمة، التي أودت بحياة 22 شخصًا على الأقل، انضمام وحدة CAPSAT النخبوية – التي ساهمت في انقلاب 2009 – إلى المتظاهرين يوم السبت، مما شكل نقطة تحول حاسمة.
و أدينت الخطوة العسكرية من قبل الاتحاد الأفريقي، الذي وصفها بانقلاب، بينما أكدت مكتب الرئاسة في بيان على فيسبوك أن راجولينا لا يزال في السلطة و أن الإجراء “انقلاب واضح”.
كما أوقفت الرئيسة الفرنسية الرحلات الجوية إلى مدغشقر، مما يعكس مخاوف دولية من عزلة اقتصادية قد تُفاقم الفقر في البلاد التي انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 45% منذ الاستقلال عام 1960.
تأتي هذه التطورات في سياق تاريخ مدغشقر السياسي المتقلب، حيث تدخل الجيش مرارًا في السلطة منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960، بما في ذلك انقلابات السبعينيات و 2009.
و يبدو أن الوضع لا يزال متغيرًا، مع احتفاء بعض المتظاهرين بالتدخل العسكري كخطوة نحو الإصلاح، بينما يحذر آخرون من مخاطر الفوضى.



