الناظور … مشاريع على الورق و وعود في مهب الريح !

تيلي ناظور : متابعة
في منشور أثار تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، كتب الدكتور المصطفى قريشي على صفحته بـ”فايسبوك” : “الناظور لا يحتاج إلى صور الافتتاح… بل إلى صور الإنجاز.”
جملة موجزة لكنها تختصر واقعاً مرا تعيشه مدينة الناظور، حيث يعلو ضجيج الوعود، لكن صمت الإنجاز يخيّم على الأرض.
الناظور… إقليم في الانتظار!
لسنوات، ظل ساكنة الناظور يتابعون أخبارًا مفرحة عن مشاريع تنموية ضخمة: صور توقيع الاتفاقيات، بلاغات رسمية، وأشرطة لقص الأشرطة الحمراء… لكن الواقع في الميدان مختلف تمامًا.



فمن المركب الاستشفائي الإقليمي الذي طال انتظاره، إلى ملعب الناظور الكبير الذي لم يرَ النور بعد، ومن مشروع مارتشيكا الذي يعاني من بطء شديد، إلى المسبح البلدي الذي احترق دون إصلاح، وقاعة الألعاب التي أصبحت شاهدة على الإهمال، والتهيئة الحضرية المتعثرة في القرى والبوادي، إلى المحطة الطرقية التي لم تشتغل بعد، والمركب التجاري الشبه مهجور، والمنطقة اللوجستيكية، وحتى ميناء الناظور غرب المتوسط الذي يُنتظر أن يكون قاطرة تنموية للإقليم… كلها مشاريع بقيت رهينة الوعود، و”الأحجار الأولى”.
من يحاسب من؟
اللافت أن كل مشروع يبدأ بضجة إعلامية وتصريحات متفائلة، ثم ما تلبث الأمور أن تدخل نفق النسيان والتأجيل، أو التبرير المتكرر: “نحن نشتغل… لكن نحتاج المزيد من الوقت”.
ويبقى السؤال المطروح: من المسؤول عن هذا التعثر؟ ومن يحاسب من؟
المسؤولية لا يمكن أن تبقى عائمة، فـ:
الجماعات الترابية مطالَبة بالخروج من منطق التدبير الروتيني إلى منطق المبادرة الجريئة والرقابة الفعلية.
المصالح اللاممركزة يجب أن تشتغل وفق خصوصيات الإقليم، لا بنسخ مكررة من الرباط لا تلائم الواقع المحلي.
المنتخبون مطالبون بكسر دائرة “التبرير والوعود” وتفعيل أدوارهم الحقيقية في الترافع والمساءلة.


موسم الوعود من جديد…
مع اقتراب كل موسم انتخابي أو مناسبة رسمية، تُعاد نفس الأسطوانة: خطب حماسية، عبارات مطاطة، صور جديدة، لكن الجوهر يظل كما هو.
نفس الوجوه، نفس الوعود، نفس التبريرات: “المشكل تَرِكة من سبقونا”، “نحتاج وقتًا أطول”، “نواجه عراقيل”، “نطلب الصبر”…
والنتيجة: مدينة تنتظر، وساكنة تفقد الثقة.
كلمة أخيرة…
الناظور لا تنقصه الإمكانيات، ولا الطاقات، بل تنقصه النية الحقيقية في الإنجاز، والمحاسبة الصارمة على التقصير.
فلا تنمية بدون مسؤولية، ولا مستقبل بدون محاسبة، ولا ثقة بدون نتائج ملموسة.
آن الأوان أن نمر من منطق الخطابات، إلى منطق الفعل.
من صور الاحتفال، إلى صور التشييد.
من وهم الإنجاز… إلى حقيقة التغيير.