المغرب ينتصر للعدالة : إلغاء ترحيل صيني إيغوري و إطلاق سراحه في قضية إنسانية بارزة

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
في خطوة قضائية تاريخية تعكس التزام المغرب بحقوق الإنسان، أصدرت محكمة النقض بالرباط قراراً بإلغاء ترحيل الصيني الإيغوري ” يديريسي إيشان ” إلى الصين و أمرت بإطلاق سراحه، منهية بذلك قضية استمرت منذ عام 2021 و أثارت اهتماماً حقوقياً واسعاً .
و تعود تفاصيل القضية إلى اعتقال إيشان، و هو مهندس معلوماتية، في مطار الدار البيضاء قادماً من تركيا، بناءً على إخطار أحمر من الإنتربول طلبته السلطات الصينية .
و اتهمت بكين إيشان بارتكاب “أعمال إرهابية” و الانتماء إلى “حركة تركستان الشرقية الإسلامية” ، وهي اتهامات نفاها المتهم جملةً و تفصيلاً .
و رغم موافقة محكمة النقض في ديسمبر 2021 على تسليم إيشان للصين، إلا أن فريق دفاعه، بقيادة المحامي ميلود قنديل، نجح في الطعن على القرار .
و جاء قرار المحكمة الأخير استجابة للضغوط الحقوقية المحلية و الدولية، حيث حذرت منظمات حقوقية من تعرض إيشان “لخطر التعذيب و الاضطهاد” في حال ترحيله .
و رحب المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالقرار، مشيراً إلى مراسلته السابقة لرئيس الحكومة بشأن عدم تسليم إيشان .

و يأتي هذا القرار في سياق الجدل العالمي حول معاملة الصين لأقلية الأويغور المسلمة، حيث أشارت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أغسطس الماضي إلى استمرار “سياسات إشكالية” في إقليم شينجيانغ .
يذكر أن القضية اكتسبت أهمية خاصة في ظل التقارير الدولية التي تشير إلى احتجاز أكثر من مليون من الإيغور و مسلمين آخرين في المنطقة الشمالية الغربية للصين، وهي ادعاءات تنفيها بكين، مؤكدة أن سياساتها تهدف إلى مكافحة التطرف و تعزيز التنمية الاقتصادية في الإقليم .
و قد غادر إيشان المغرب بعد إطلاق سراحه، في نهاية سعيدة لقضية أكدت التزام القضاء المغربي بمبادئ حقوق الإنسان والعدالة.