المغرب يطلق خطة طموحة لخفض أسعار الأدوية و تحسين الخدمات الصحية في 2025

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
خفض أسعار الأدوية لدعم الأسر والتأمين الصحي
أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية عن خطة مبتكرة لتخفيض أسعار أكثر من 8656 دواءً متداولاً في السوق المحلية، مع التركيز على الأدوية المخصصة للأمراض المزمنة.
تهدف هذه المبادرة إلى تحقيق توفير اقتصادي يصل إلى 1.698 مليار درهم سنويًا لصناديق التأمين الصحي، و509 ملايين درهم للأسر المغربية، مما يعزز الوصول إلى العلاج بأسعار ميسورة.
إصلاح منظومة تسعير الأدوية بآلية شفافة
كشف الوزير أمين التهراوي، في تصريحات لصحيفة «الصباح»، عن إعداد مشروع مرسوم جديد يحل محل مرسوم 2013، لإصلاح آلية تسعير الأدوية. يعتمد المشروع على مقارنة الأسعار دوليًا، مع تحديث دوري كل ثلاث سنوات لضمان العدالة السعرية ودعم التصنيع المحلي.
جاء هذا المشروع نتيجة أكثر من 30 اجتماعًا مع الفيدراليات الصناعية، هيئات الصيادلة، وصناديق التأمين، بهدف تخفيف العبء المالي على المواطنين وتعزيز الاستثمار في القطاع الصحي.

تطوير البنية التحتية الصحية
أكد الوزير على نجاح تجربة المجموعات الصحية الترابية في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، التي شملت التحول الرقمي وتحسين الخدمات الصحية. ويجري العمل على تعميم هذا النموذج على باقي جهات المملكة.
ومع ذلك، كشف عن وجود 34 مؤسسة صحية متوقفة عن العمل، وصفت بـ«النقاط السوداء»، إلى جانب تحديات في 177 مستشفى إقليمي، حيث خضعت 83 مؤسسة لإعادة التأهيل، بينما لا تزال 54 قيد الإصلاح، و40 في حالة حرجة بسبب تقادم البنية التحتية.
تعزيز الموارد البشرية الصحية
أشار التهراوي إلى تحسين نسبة المهنيين الصحيين من 17 إلى 25 لكل 10 آلاف نسمة، مع خطط لتقليص الفجوة مع المعدل العالمي (42 مهنيًا لكل 10 آلاف نسمة).
كما أكد على إطلاق مبادرات جديدة لتحسين جودة الخدمات عبر دفاتر تحملات وصفقات عمومية في مجالات الحراسة والنظافة.
مواجهة التحديات وتعزيز الإنتاج المحلي
تطرق الوزير إلى جهود مواجهة نقص الأمصال ضد العقارب والثعابين، والتصدي لتأثير لوبي اللقاحات خلال موسم الحج. كما أعلن عن انطلاق مشروع «ماربيو» في بنسليمان لتصنيع وتعبئة اللقاحات، وهو جزء من استراتيجية تعزيز الإنتاج المحلي وتلبية احتياجات السوق الإفريقية.
مستقبل صحي واعد
تؤكد هذه الإصلاحات التزام المغرب بتحسين النظام الصحي، من خلال خفض تكاليف العلاج، تحديث البنية التحتية، وتعزيز الكفاءات البشرية، مما يمهد الطريق لتحقيق تغطية صحية شاملة ومستدامة.