المغرب… قاعة حفلات كروية بدرجة ” منظم ممتاز “

تيلي ناظور : رضوان عريف
في السنوات الأخيرة، أصبح من الصعب التمييز بين “تنظيم البطولات” و”تحقيق البطولات”، بين من يرفع الكأس ومن يكتفي برفع اللافتات المرحبة بالمشاركين.
والمغرب، في هذا السياق، يبدو وكأنه قرر أن يصبح “أحسن قاعة حفلات كروية” في القارة السمراء، بل وربما في العالم.
فمن “كأس العالم للأندية” إلى “مونديال 2030” الذي سيشترك في تنظيمه مع إسبانيا والبرتغال، ثم أخيرًا “كأس إفريقيا للأمم 2025” ، يتفنن المغرب في تزيين الطاولات، فرش السجاد الأحمر، توفير الطائرات والفنادق الفاخرة، وتجهيز الملاعب وكأنها مسارح عروض عالمية.
حتى أن البعض صار يلقب المغرب بـ”الترتور الذهبي لإفريقيا”، لا يُضاهيه أحد في حسن التنظيم، ولا ينافسه أحد في الكرم الرياضي… لكن، حين تنطلق صافرة البداية، يُطرح السؤال المحرج: وماذا عن النتائج؟

نعم، نحن نتحدث عن بلد يفتخر بتأهله التاريخي إلى نصف نهائي كأس العالم في قطر، ويعلّق عليه المواطن البسيط آمالًا عريضة في الفوز بكأس إفريقيا.
لكن الحقيقة أن هذه الإنجازات قد تكون مجرد “عروض فردية” في مسرح ضخم، إذا لم تتبعها سياسة رياضية حقيقية تهتم بالتكوين والتأطير والعدالة داخل الجامعات الرياضية.
فكم من شاب موهوب أُقصي فقط لأنه ليس “ولد الناس اللي عندهم”، وكم من فريق محلي يُعاني في غياهب الإهمال، بينما تُنفق الملايين على أعراس كروية تمرُّ كلمح البصر.
فهل كأس إفريقيا المقبلة ستكون تتويجًا لريادة تنظيمية ورياضية؟ أم أننا سنكتفي مجددًا بتصفيق الجمهور للمغرب “المنظم النموذجي”، ثم نشاهد منتخبًا آخر يرفع الكأس؟ هل المغرب، رابع العالم، قادر على أن يضيف لقبًا قارِّيًا إلى خزائنه؟ أم أن نصيبنا سيبقى تنظيم العرس والرقص مع الضيوف، ثم مسح القاعة بعد إنصرافهم؟
الجواب قد يكون في الملعب… لكنه يبدأ في المكتب، وينضج في الملعب المحلي، ويُبنى مع المدرب الوطني، ويكتمل حين يتحول التنظيم إلى ثقافة رياضية شاملة، لا مجرد “حفلة كبرى” تنتهي مع آخر صفارة حكم.
إلى ذلك الحين، يظل المغرب: منظم ممتاز… بإنتظار البطولة.