السفير المغربي يفنّد أكاذيب الجزائر بمجلس الأمن و يؤكد دعم العالم لمبادرة الحكم الذاتي

تيلي ناظور : متابعة

في خطوة دبلوماسية حازمة، وجّه السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، رسالة رسمية إلى رئيس و أعضاء مجلس الأمن، ردًا على التصريحات المغلوطة التي أدلى بها السفير الجزائري عمار بن جامع بشأن قضية الصحراء المغربية، وذلك خلال اجتماع حول التحديات المرتبطة بالنزوح القسري .

و أكد هلال أن الجزائر تواصل تزييف الحقائق و ترويج الأكاذيب عن الوضع في مخيمات تندوف .

و في هذا السياق، عبر السفير المغربي عن أسف المملكة العميق للتصريحات المغرضة التي جاءت في كلمة السفير الجزائري مستغلًا حضور المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، بهدف تمرير رواية مزيفة عن ساكنة مخيمات تندوف .

و أوضح هلال أن هذه الساكنة لا يمكن اعتبارها نازحة قسرًا، بل هي محتجزة قسرًا منذ أكثر من نصف قرن، محرومة من أبسط حقوقها، في خرق صارخ للقوانين الدولية.

كما أشار هلال، إلى أن الجزائر لا تكتفي باحتجاز هذه الساكنة، بل تمنع عنها حرية التعبير والتنقل وتخضعها لسيطرة ميليشيات ” البوليساريو ” ، في تجاوز خطير لالتزاماتها كبلد مضيف .

و أضاف أن الجزائر ترفض التعاون مع وكالات الأمم المتحدة، و خصوصًا في ما يخص إحصاء ساكنة المخيمات، رغم مطالبة مجلس الأمن المتكررة بذلك منذ سنة 2011، و هو ما يفسح المجال لاختلاس المساعدات الإنسانية .

و من جهة أخرى، شدد السفير المغربي على أن كل المزاعم حول ” احتلال الصحراء ” لا أساس لها، مذكرًا بأن هذه الأقاليم عادت إلى حضن الوطن بموجب اتفاقيات مدريد سنة 1975، التي أخذت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة .

كما أبرز أن مجلس الأمن ينظر إلى النزاع من خلال الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، ما يؤكد أن المسألة تُعتبر نزاعًا إقليميًا يتطلب تسوية سلمية، و ليس قضية تصفية استعمار .

و علاوة على ذلك، أوضح هلال أن الجزائر، عكس ما تدّعيه، لا تسعى إلى حل دائم، بل تعرقل العملية السياسية من خلال رفضها المشاركة في اجتماعات الموائد المستديرة التي دعا إليها المبعوث الشخصي للأمين العام ستافان دي ميستورا .

و هذا ما يؤدي إلى تجميد العملية السياسية و يزيد من معاناة المحتجزين في تندوف .

و في هذا الإطار، أعاد السفير التذكير بأن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تظل الحل الواقعي الوحيد لإنهاء هذا النزاع المفتعل، مبرزًا أنها تحظى بدعم واسع من المجتمع الدولي، بما في ذلك أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة، و بلدان وازنة داخل مجلس الأمن .

و قد أشاد القرار الأممي الأخير رقم 2756 بهذه المبادرة، معتبرًا إياها أساسًا جديًا وذا مصداقية لحل النزاع .

أما بخصوص الاستفتاء، فقد استنكر هلال تمسك الجزائر بهذا الخيار الذي تجاوزه الزمن، مذكرًا أن الأمم المتحدة تخلت عنه نهائيًا منذ 2002 و2003 .

و أضاف أن حتى القرارات التي تدعمها الجزائر لم تعد تشير إليه، ما يؤكد أن هذا الطرح لم يعد قابلًا للتطبيق أو النقاش.

و في ختام رسالته، جدد هلال التزام المغرب بالعملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، مؤكدًا أن قضية الصحراء محسومة ميدانيًا و سياسيًا، وأن المملكة ستظل تدافع عن سيادتها و وحدتها الترابية بكل حزم.

و تقرر نشر رسالة السفير المغربي كوثيقة رسمية لمجلس الأمن، في انتصار دبلوماسي جديد يعكس عدالة الموقف المغربي .

0
Show Comments (0) Hide Comments (0)
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

ابق على اطلاع!

اشترك لتحصل على أحدث المنشورات والأخبار والتحديثات في المدونة مباشرةً إلى صندوق الوارد الخاص بك.

بالضغط على زر التسجيل، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية وشروط الاستخدام و توافق عليها

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x