عروض واعلانات
سياسة

الذكاء الاصطناعي يواجه أزمة مياه : استنزاف مراكز البيانات يثير مخاوف بيئية و تنظيمية

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

مع تزايد الطلب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، تتصاعد المخاوف بشأن الاستهلاك الهائل للمياه اللازمة لتبريد مراكز البيانات التي تدعم هذه التكنولوجيا المتقدمة. وتواجه الشركات المُشغلة لهذه المراكز دعوات متزايدة لتحسين كفاءتها ووضعها تحت لوائح تنظيمية صارمة.

في ولاية فرجينيا، حيث تحتضن أحد أكبر تجمعات مراكز البيانات عالميًا لشركات مثل “أمازون” و”مايكروسوفت” و”غوغل”، تم اقتراح مشروع قانون يُلزم المراكز بتقديم تقديرات لاستهلاك المياه كجزء من متطلبات البناء.

يأتي هذا التحرك استجابةً للقلق المتنامي بين الناخبين بشأن استنزاف موارد المياه المحلية، خاصةً بعد موجة جفاف استثنائية شهدتها أجزاء واسعة من الولايات المتحدة في 2024.

وفقًا للبروفيسور شاولي رين من جامعة كاليفورنيا، فإن مراكز البيانات الكبرى تستهلك مليارات اللترات من المياه سنويًا، ما يعادل أحيانًا استهلاك شركات المشروبات الكبرى.

ومع تقدير الطلب العالمي على معالجة الذكاء الاصطناعي باستهلاك ما بين 4.2 إلى 6.6 مليار متر مكعب من المياه بحلول عام 2027، تصبح الحاجة إلى حلول مبتكرة وتنظيمية أمرًا ملحًا.

الشركات الكبرى بدأت باتخاذ خطوات للحد من التأثير البيئي، مثل شركة “Equinix” التي تأخذ وفرة المياه بعين الاعتبار عند اختيار مواقع مراكز البيانات، وشركة “مايكروسوفت” التي أعلنت تصميمًا جديدًا لاستخدام المياه دون تبخر.

ومع ذلك، يشدد الخبراء على أن الحلول الابتكارية وحدها قد لا تكون كافية، ويدعون الحكومات إلى تبني لوائح لتوجيه إنشاء المراكز إلى مناطق أقل تأثرًا بنقص المياه.

في خضم هذا النقاش، تتضح الحاجة إلى توازن بين الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي المتزايدة وضمان استدامة الموارد الطبيعية الحيوية، لتحقيق تنمية تقنية لا تؤثر سلبًا على البيئة والمجتمعات المحلية.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button