عروض واعلانات
الصحة

الدفتيريا : عودة المرض المنسي إلى الجزائر بعد عقود من الاختفاء

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

الدفتيريا مرض معدٍ خطير تسببه بكتيريا Corynebacterium diphtheriae، تنتقل أساساً عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن العطس أو السعال، أو من خلال مشاركة الأدوات الملوثة مثل الأكواب و أدوات المائدة.

تدخل البكتيريا الجسم عبر الأنف أو الفم، و تتكاثر على الأغشية المخاطية في الحلق، مكونة غشاءً رمادياً سميكاً يعد العلامة المميزة للمرض.

هذا الغشاء قد يسد مجرى الهواء، مما يجعل التشخيص و العلاج المبكرين ضروريين لتجنب المضاعفات الخطيرة.

تبدأ أعراض الدفتيريا عادة بالتهاب الحلق و الحمى و صعوبة البلع، ثم تتطور بسرعة إلى ضيق في التنفس و بحة في الصوت.

لا تقتصر خطورة المرض على انسداد الحلق، بل تكمن أيضاً في السم الذي تفرزه البكتيريا، و الذي ينتشر عبر الدم إلى القلب و الأعصاب و الكليتين.

هذا السم قد يسبب التهاب عضلة القلب، شلل الأعصاب، أو حتى الوفاة في الحالات الشديدة، مما يجعل الدفتيريا تهديداً صحياً كبيراً إذا لم يُعالج فوراً.

تنقسم الدفتيريا إلى عدة أنواع تختلف في شدتها و مواقع الإصابة.

الدفتيريا الأنفية الأمامية تصيب فتحتي الأنف و تكون أقل خطورة بسبب امتصاص كمية ضئيلة من السم.

الدفتيريا الحلقية، الأكثر شيوعاً، تتركز في اللوزتين و يمكن التعافي منها بسرعة مع العلاج المناسب.

أما الدفتيريا البلعومية الأنفية فهي الأكثر فتكاً، حيث تنتشر إلى الأنف و الحلق و قد تسبب تسمم الدم.

الدفتيريا الحنجرية تنجم عن امتداد العدوى إلى الحنجرة، مما قد يتطلب تدخلاً جراحياً مثل فتح القصبة الهوائية.

النوع الجلدي يصيب الجلد دون التأثير على الجهاز التنفسي.

يعتمد علاج الدفتيريا على البدء الفوري بمضاد السم ( antitoxin ) و المضادات الحيوية مثل البنسلين أو الإريثروميسين، إلى جانب عزل المصاب لمنع انتشار العدوى.

التشخيص المبكر حاسم، حيث يتم العلاج دون انتظار نتائج المختبر لتجنب التدهور السريع.

الوقاية تعتمد على لقاح التوكسويد، الذي يحفز الجهاز المناعي لإنتاج مضادات دون التسبب بالمرض.

يُعطى اللقاح ضمن اللقاح الثلاثي ( DTP ) مع السعال الديكي والتيتانوس، في جرعات أولية خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل، مع جرعات تعزيزية لاحقة.

بعد اختفائه لعقود بفضل برامج التطعيم الوطنية، عاد الدفتيريا إلى الجزائر بسجل حالتي وفاة في ولاية سكيكدة شرقي البلاد.

شكلت وزارة الصحة خلية أزمة لمتابعة الوضع الوبائي، و أطلقت حملة تلقيح شملت أكثر من 500 شخص، مؤكدة أن الوضع تحت السيطرة مع مراقبة مستمرة.

يعزى ظهور المرض إلى تراجع معدلات التلقيح في بعض المناطق النائية، مما يبرز أهمية استمرار برامج التحصين و تكثيف التوعية الصحية لضمان المناعة المجتمعية.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button