تيلي ناظور: متابعة
في بداية الأمر، قد يبدو إطلاق حملة خيرية لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة عملاً نبيلاً يستحق التنويه، إلا أن تفاصيل الحملة التي أعلنت عنها القناة الثانية بالمغرب أثارت جدلًا واسعًا وانتقادات لاذعة من جمعيات ومنظمات حقوقية.
ومن جهة أخرى، اعتبرت حركة “الكرامة الآن” -التي تضم 22 شبكة وجمعية- أن هذا النوع من الحملات يكرّس الصورة النمطية للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يتم تقديمهم كمواضيع للشفقة وليس كمواطنين كاملي الحقوق.
وهو ما يتعارض، حسب قولهم، مع المقاربة الحقوقية التي تبناها المغرب بتوقيعه على الاتفاقية الدولية الخاصة بهذه الفئة.

وفي السياق ذاته، نبهت الفاعلة الحقوقية سميرة بخثي إلى أن الإعلام العمومي لا يزال يعالج قضايا الأشخاص في وضعية إعاقة من زاوية الدونية والعجز، مشددة على أن المطلوب ليس تقديمهم كـ”أبطال خارقين”، بل كمواطنين عاديين يجب احترام كرامتهم وحقوقهم.
وعلاوة على ذلك، تساءلت الحركة عن مدى فعالية وصول أموال التبرعات إلى مستحقيها، داعية إلى مراجعة طرق المعالجة الإعلامية لمثل هذه المواضيع الحساسة، و وقف الحملات التي تخاطب العاطفة على حساب الكرامة.
في النهاية، دعت الجمعيات المعنية الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إلى التدخل العاجل ومراقبة المضامين الإعلامية لضمان احترام حقوق الإنسان، مؤكدة أن كرامة الإنسان ليست مجالًا للفرجة أو المتاجرة.