اكتشاف مذهل : بركان أوتورونكو يستيقظ
تيلي ناظور : نوفل سنوسي
في قلب جبال الأنديز البوليفية، يستيقظ بركان أوتورونكو، العملاق النائم منذ أكثر من ربع مليون عام، ليحير العلماء بعلامات نشاط غامضة. لكن، هل هذا البركان الضخم على وشك الانفجار؟ أم أن هناك تفسيراً آخر لهذا النشاط المثير؟ في هذا المقال، نكشف عن أسرار هذا البركان الفريد، والذي يُعدّ أحد “البراكين الزومبي” التي تتحدى توقعاتنا.
علامات النشاط الغامض
لقد رصدت الأقمار الصناعية ارتفاعاً طفيفاً وبطيئاً في سطح الأرض حول أوتورونكو، بينما سجلت أجهزة الاستشعار مئات الزلازل الصغيرة. إضافة إلى ذلك، لوحظ تسرب غازات من جوانب البركان، وهي علامات تقليدية تشير إلى نشاط بركاني محتمل. لكن، بحسب دراسة حديثة، هذا النشاط لا يعني بالضرورة ثوراناً وشيكاً.
نظام حراري مائي فريد
بدلاً من اندفاع الصهارة نحو السطح، اكتشف العلماء أن النشاط ينجم عن نظام حراري مائي ضخم تحت الأرض. يقع تحت أوتورونكو خزان ألتيبلانو-بونا، أكبر خزان صهارة في القشرة الأرضية، بقطر يصل إلى 124 ميلاً.
هذا النظام يدفع الحرارة والغازات والسوائل عبر شقوق الصخور، مما يتسبب في هذا “الهدير” الغريب دون انفجار فعلي.
أوتورونكو: بركان زومبي
يُصنّف أوتورونكو كواحد من حوالي 50 بركاناً زومبياً حول العالم. هذه البراكين القديمة، التي تبدو نائمة، تُظهر علامات حياة غير متوقعة.
باستخدام بيانات زلزالية من أكثر من 1700 هزة أرضية، تمكن الباحثون من رسم خريطة لنظام الصرف المعقد الذي يُبقي هذا البركان “حياً” دون أن ينفجر.
أهمية الاكتشاف
دراسة براكين مثل أوتورونكو لا تقتصر على فضول علمي فحسب، بل لها تطبيقات عملية هائلة:
- التنبؤ بالثورات البركانية: فهم هذه الأنظمة يساعد في تحسين التنبؤ بالانفجارات المستقبلية.
- الطاقة الحرارية الأرضية: يمكن استغلال الحرارة المنبعثة من هذه الأنظمة لتوليد طاقة نظيفة.
- استخراج المعادن: النشاط الحراري المائي قد يؤدي إلى ترسبات معدنية ثمينة يمكن استخراجها.
خاتمة
بركان أوتورونكو ليس مجرد ظاهرة جيولوجية، بل هو نافذة على أسرار الأرض العميقة. هذا العملاق الزومبي، الذي يتحدى الزمن، يذكرنا بقوة الطبيعة وقدرتها على المفاجأة.
مع استمرار الأبحاث، قد نكتشف المزيد عن هذه البراكين الغامضة وكيفية الاستفادة منها لصالح البشرية.
