اختفاء غامض لمخترع تقنية ” Plastoline ” : هل هدد اختراعه شركات الطاقة الكبرى ؟
تيلي ناظور : نوفل سنوسي
تشهد الولايات المتحدة هذه الأيام جدلًا واسعًا بعد اختفاء المخترع الأمريكي جوليان براون، الذي قد يكون وراء واحدة من أكثر الابتكارات ثورية في القرن الحادي و العشرين.
براون، وهو مهندس كيميائي من مدينة أتلانتا، أعلن مؤخرًا عن تطويره لتقنية تُدعى “Plastoline”، قادرة على تحويل النفايات البلاستيكية إلى وقود قابل للاستخدام، في خطوة قد تغير جذريًا طريقة تعامل العالم مع أزمة التلوث البيئي ومشكلة النفايات المتزايدة.
لكن قبل أن يتمكن من عرض اختراعه للعالم، اختفى جوليان في ظروف غامضة منذ أكثر من أسبوعين، مما فتح الباب أمام نظريات كثيرة تتعلق بمصالح كبرى قد تكون مهددة باختراعه.
رسالة أخيرة مثيرة للقلق
وقبل اختفائه مباشرة، نشر جوليان مقطع فيديو قصيرًا عبر حسابه الشخصي قال فيه بوضوح: “أنا أتعرض لهجوم”، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. ويؤكد مقربون منه أنه سبق أن تحدث عن شعوره بأن هناك من يراقبه، وأنه تلقى تهديدات غير مباشرة بسبب اختراعه.
هل تم ” إسكاته ” عمدًا ؟
يرى مراقبون أن اختراع “Plastoline”، الذي يتيح تحويل البلاستيك إلى طاقة رخيصة ونظيفة، قد يُحدث ثورة في قطاع الطاقة، وهو ما لا يروق للكثير من الشركات العملاقة العاملة في مجال النفط والغاز. إذ يُعتقد أن تلك الشركات قد تنظر إلى الابتكار على أنه تهديد وجودي لأرباحها ونفوذها.
وقد دفعت هذه الملابسات الغامضة بالبعض إلى التساؤل: هل جرى إسكات براون لإيقاف مشروعه؟
السلطات تلتزم الصمت
حتى الآن، لم تصدر السلطات أي بيان رسمي يوضح ملابسات اختفاء براون. لكن تصاعد الضغط الإعلامي، وتزايد الاهتمام العالمي بقضيته، قد يدفع الجهات المعنية إلى فتح تحقيق أوسع في الأيام المقبلة.
اختراع قد يغير العالم
وفقًا لما نشره جوليان براون في أوراقه البحثية ومقاطع فيديو توضيحية، تعتمد تقنية “Plastoline” على تحلل كيميائي مبتكر يحوّل البوليمرات البلاستيكية إلى مركبات طاقوية قابلة للاستخدام كوقود. ما يجعلها حلاً مثاليًا للتخلص من النفايات البلاستيكية وفي الوقت نفسه إنتاج طاقة نظيفة.
لو تم تطبيق هذه التقنية على نطاق واسع، فإنها قد تسهم في حلّ أزمة التلوث العالمي، وتقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتفتح أبوابًا جديدة للطاقة المستدامة.
بين الابتكار و الاختفاء : القصة لم تنتهِ بعد
قضية جوليان براون تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول العلاقة الشائكة بين الابتكار العلمي والمصالح الاقتصادية الكبرى، وتطرح أسئلة جوهرية عن مدى استعداد العالم لتقبّل تغييرات جذرية في قطاع حساس مثل الطاقة.
حتى اللحظة، لا يزال مصير براون مجهولًا، لكن صدى اختراعه لا يزال يتردد بقوة في الأوساط العلمية والإعلامية. فهل سيظهر من جديد؟ أم أن “Plastoline” سيُدفن معه إلى الأبد؟
