احتجاجات في إسبانيا ضد مباريات كرة سلة مع فرق إسرائيلية

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

اندلعت احتجاجات واسعة النطاق الأربعاء 15 أكتوبر 2025 في مدينتي فالنسيا و مانريسا بإسبانيا، حيث خرج آلاف المتظاهرين المؤيدين لفلسطين للاحتجاج ضد إقامة مباراتين كرة سلة أوروبية يشارك فيهما فريقان إسرائيليان، مما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة واعتقال خمسة أشخاص في فالنسيا.

و قد قررت السلطات الإسبانية إجراء المباريات خلف الأبواب المغلقة لتجنب تصعيد التوترات، وسط دعوات متزايدة لمنع الفرق الإسرائيلية من المشاركة في المنافسات الرياضية بسبب النزاع في غزة.

في فالنسيا، تجمعت حوالي 2000 شخص أمام ملعب رويج أرينا، الذي يستضيف مباراة اليوروليغ بين فالنسيا باكيت و هبوعيل تل أبيب، مرددين شعارات مثل أين العقوبات على إسرائيل ؟ لا نراها و متهمين إسرائيل بـالإبادة الجماعية في غزة، وفقًا لصحيفة موندو ديبورتيفو.

تصاعدت الأعمال العنيفة عندما حاول المتظاهرون اقتحام الحواجز الأمنية، مما دفع قوات الأمن –التي بلغ عددها أكثر من 500 عنصر– إلى التدخل بقوة، مسفرًا عن إصابات عدة في صفوف المحتجين واعتقال خمسة أفراد بتهمة الشغب، كما أفادت “إل باييس”.

أما في مانريسا، حيث واجه باكسي مانريسا فريق هبوعيل القدس ضمن الجولة الثالثة من اليوروكوب، فقد بلغ عدد المتظاهرين نحو 1000 شخص، الذين حاولوا مرارًا منع وصول الفريق الإسرائيلي إلى ملعب نو كونغوست، بما في ذلك محاولات لإغلاق الطرق وتجاوز الجدران.

رغم فشلهم في إيقاف المباراة، أشرف الشرطة على الوضع باستخدام الغاز المسيل للدموع و الحواجز، مع تركيز الاحتجاجات على رفض التواطؤ مع الاحتلال كما نقلت إل باييس.

الفعاليات كانت مدعوًا إليها جمعيات مؤيدة لفلسطين مثل برو كومبليسيت آمب إسرائيل و بويكوت ICL.

جاءت هذه الاحتجاجات في أعقاب موجة من التوترات الرياضية في إسبانيا، حيث أدت مظاهرات سابقة إلى تعطيل سباق فويتا الدراجي في سبتمبر الماضي، بما في ذلك إنهاء المرحلة النهائية في مدريد بسبب احتجاجات ضد فريق إسرائيلي.

كما رفض نادي برشلونة مؤخرًا طلب هبوعيل القدس استخدام قاعته للتدريب قبل المباراة، خوفًا من اضطرابات عامة.

وفقًا لتقارير إل إسبانيول و ماركا، أجبرت السلطات أندية مثل فالنسيا باكيت و لاغونا تينيريفي و باسكيت مانريسا على إقامة المباريات بدون جماهير، مع نشر حراسة خاصة و تعزيزات أمنية، لتجنب تكرار الاضطرابات.

شهدت إسبانيا في الأشهر الأخيرة تصاعدًا في الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل، مدعومة بمطالب من مجموعات محلية و دولية لفرض عقوبات رياضية مشابهة لتلك المفروضة على روسيا بعد غزو أوكرانيا.

رئيس الوزراء بيدرو سانشيز حث الاتحادات الرياضية على التعامل مع المعضلة الأخلاقية، بينما حافظت اليوروليغ و الفيفا على مشاركة الفرق الإسرائيلية، معتبرة الرياضة محايدة سياسيًا.

هذه الأحداث تبرز التوتر المتزايد بين الرياضة و السياسة، مع مخاوف من تأثيرها على المنافسات الأوروبية المقبلة، وسط دعوات متزايدة لشراكات بين الأندية و السلطات لمواجهة مثل هذه التحديات.