احتجاجات جيل Z تهز الشوارع المغربية : مطالب بالعدالة الاجتماعية تواجه قمعاً أمنياً عنيفاً

تيلي ناظور : متابعة
نظم شباب ينتمون إلى جيل Z اعتصامات احتجاجية سلمية نهاية الأسبوع الماضي في عدة مدن مغربية، خاصة الرباط و الدار البيضاء، مطالبين بإصلاحات عاجلة في قطاعي الصحة و التعليم، و مكافحة الفساد، و تحقيق العدالة الاجتماعية، مما أثار ردود فعل أمنية عنيفة أسفرت عن عشرات التوقيفات و إصابات.
شهدت هذه الاحتجاجات، التي انطلقت يومي 27 و 28 سبتمبر، أكبر حراك شبابي منذ 2011، مع انتشار الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار ” الشعب يريد إسقاط الفساد ” .
في الرباط، حاول مئات الشباب الاحتشاد أمام ساحة البرلمان، لكن قوات الأمن حالت دون ذلك باستخدام الغاز المسيل للدموع و المطاردات، مما أدى إلى توقيف عشرات المتظاهرين، بما في ذلك صحفيين و ناشطين .
أفادت منظمات حقوقية بأن التدخل الأمني كان ” مفرطاً في العنف “، مع تسجيل إصابات في صفوف الشباب الذين رفعوا لافتات مثل ” الصحة أولاً، ما بغيناش كأس العالم ” و ” حرية، كرامة، عدالة اجتماعية ” .
كما أكدت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان حاجتها إلى إفراج فوري عن الموقوفين، معتبرة الاعتقالات انتهاكاً لحرية التعبير.
أما في الدار البيضاء، فقد تجمع الشباب في حي درب السلطان وساحة السراغنة، حيث تفرقت المجموعات بعد تدخل أمني مكثف أدى إلى توقيف نحو 24 شخصاً وحده، مع انتشار فيديوهات تظهر مطاردات في الأزقة.
و صف ناشطون هذه الاحتجاجات بأنها ” صرخة جيل يرفض التهميش ” ، مشيرين إلى أنها تعكس تراكمات اقتصادية مثل البطالة والانهيار في الخدمات العمومية، وسط غياب رؤية حكومية واضحة لقضايا الشباب.
و أطلقت منظمة ” الشبيبة الحركية” بياناً يدعو إلى حوار مسؤول لتحويل المطالب إلى سياسات ملموسة، محذرة من أن تجاهل الشباب قد يعمق الأزمة.
تعود جذور هذه الاحتجاجات إلى دعوات رقمية واسعة النطاق، حيث اعتمد جيل Z على المنصات الاجتماعية لتنظيم الحراك دون أطر حزبية تقليدية، مما يميزه عن الحركات السابقة.
و مع استمرار التوترات، أعرب سياسيون مثل عبد الإله بنكيران عن مخاوفهم من أن تكون هذه “رياح الربيع العربي الجديدة” ، مطالبين الحكومة بالانصات قبل فوات الأوان.
و في الوقت نفسه، انتشرت حملات تضليل على وسائل التواصل، بما في ذلك فيديوهات مزيفة من تركيا نسبت إلى المغرب، مما يعكس محاولات تشويه الصورة الوطنية.
تُعد هذه الاحتجاجات إشارة حاسمة إلى نضج جيل جديد يتحدى الاختلالات الاجتماعية، و تثير تساؤلات حول قدرة الدولة على الاستجابة قبل تصعيد التوترات، وسط دعوات متزايدة لإصلاحات جذرية تضمن الكرامة و الفرص المتساوية للشباب.



