ابتكارات من النفايات.. حلول خضراء تُبهر الناظور!
تيلي ناظور : أيوب بن كرعوف
في قلب فعاليات الدورة الرابعة للمعرض الجهوي للاستثمار والتنمية المستدامة، الذي تحتضنه مدينة الناظور، لفت كلوستر فالبيوم المغرب الأنظار بجلسة نقاشية غنية جمعت بين الابتكار والوعي البيئي، مساء الأحد 3 غشت 2025 بباشوية بني انصار.
وشهد رواق الكلوستر حضورًا مميزًا ضم نخبة من الباحثين، الأكاديميين، مسؤولي مؤسسات، وفاعلين في المجتمع المدني، وهو ما أضفى على اللقاء نقاشًا عميقًا ومتعدد الزوايا حول رهانات البيئة وسبل تحويل التحديات إلى فرص.
من هو “كلوستر فالبيوم المغرب”؟
Cluster Valbiom Maroc هو تجمع صناعي وابتكاري مغربي يعمل في إطار الاقتصاد الحيوي، ويُعنى بابتكار حلول بيئية عملية في مجالات حيوية مثل إعادة تدوير النفايات، الطاقات النظيفة، والمواد البديلة. يسعى هذا الكلوستر لخلق جسر يربط بين البحث العلمي، الصناعة، والمجتمع، من أجل إنتاج حلول واقعية تراعي خصوصيات البيئة المغربية.
“النفايات ليست نهاية، بل بداية جديدة”
في كلمته الافتتاحية، أكد زكرياء مداني، المدير العام لـكلوستر فالبيوم، على أهمية اعتماد مقاربات مبتكرة لمواجهة مشكلتي النفايات والتلوث، مشددًا على أن النفايات يمكن أن تتحول إلى مورد ثمين، وليس مجرد عبء بيئي. واعتبر أن الكلوستر يُعد من أبرز الفاعلين في المغرب في مجال الابتكار البيئي، بفضل مشاريع ملموسة ذات أثر مجتمعي واضح.
ابتكارات عملية.. لبنة بيئية ومادة تمتص السموم
الجلسة لم تكن مجرد حوار فكري، بل شكلت منصة لعرض اختراعات مبتكرة، أبرزها:
أجر بيئي مبتكر: طُرح نموذج لبنة (brique) مصنوعة بالكامل من مخلفات صلبة دون استخدام نقطة ماء واحدة. هذا المنتوج يتميز بالمتانة والصلابة، ويُعد حلاً صديقًا للبيئة في قطاع البناء.
مادة تقلل من الغازات السامة: تم الكشف عن مركب فعال يقلل من انبعاث المواد السامة الناتجة عن النفايات، خاصة في المناطق الصناعية والمدن الكبرى، وهو ابتكار من شأنه تحسين جودة الهواء والحد من الأمراض الناتجة عن التلوث.
تفاعل واسع وتوصيات طموحة
أثار العرض تفاعلًا واسعًا من طرف الحاضرين الذين عبروا عن إعجابهم بالتوجه البيئي والابتكاري للكلوستر، معتبرين أن هذه الحلول تستحق الدعم والتنفيذ على نطاق واسع.
وفي ختام الجلسة، أجمعت التوصيات على:
ضرورة تعزيز التعاون بين الجامعات والصناعة.
دعم الشباب في مجالات الابتكار الأخضر.
تسريع وتيرة تنفيذ الحلول البيئية على المستوى الترابي.
نحو مستقبل بيئي واعد
ما ميز هذه الجلسة هو انتقالها من الكلام إلى الفعل، من الأفكار إلى النماذج الملموسة. فقد قدم “كلوستر فالبيوم المغرب” صورة جديدة للابتكار البيئي، قوامها الذكاء الجماعي والإبداع المحلي، لترسي بذلك معالم اقتصاد أخضر يعيد للبيئة اعتبارها، وللنفايات قيمتها.
إنها بداية واعدة نحو مغرب بيئي، يُصنع من الداخل، وبعقول مغربية مؤمنة أن التنمية المستدامة تبدأ من المسؤولية المشتركة.
