إنفيديا تُحلق إلى 5 تريليونات : هل تسيطر عمالقة التكنولوجيا على مستقبل الثروة العالمية ؟
تيلي ناظور : نوفل سنوسي
حطمت شركة إنفيديا حاجز الـ5 تريليونات دولار لأول مرة في التاريخ يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025، متفوقة على كل الشركات العالمية بقيمة سوقية بلغت 5.040 تريليون دولار، مدفوعة بطفرة الذكاء الاصطناعي التي حوّلتها من مطور رقائق ألعاب إلى عمود الاقتصاد الرقمي.
و جاء هذا الإنجاز بعد ارتفاع أسهمها 3% في جلسة واحدة، لتُصبح أول شركة عامة تصل إلى هذا المستوى، متجاوزة مايكروسوفت ( 4.025 تريليون ) و آبل ( 4.002 تريليون ) في نادي الأربعة تريليونات.
و في السياق نفسه، انضمت آبل إلى نادي الأربعة تريليونات يوم الثلاثاء السابق، مسجلة 4.002 تريليون دولار لأول مرة، مدعومة بارتفاع أسهمها 28% خلال ستة أشهر بفضل إطلاق آيفون 17 و تجاوز إيرادات خدماتها 100 مليار دولار سنويًا.
و تلتها ألفابيت ( غوغل ) بـ3.321 تريليون و أمازون بـ2.456 تريليون، مما يُكرس هيمنة خمس شركات أمريكية على قمة القيمة السوقية العالمية، متفوقة على قطاعات تقليدية مثل النفط و الصناعة.
و بالتالي، يُعزى هذا الارتفاع القياسي إلى ثورة الذكاء الاصطناعي التي غيّرت موازين القوة، حيث استفادت إنفيديا من طلبات رقائق بقيمة 500 مليار دولار، وأعلنت استثمار مليار دولار في نوكيا لتطوير الجيل السادس من الاتصالات.
كما دفعت إعادة هيكلة OpenAI قيمة حصة مايكروسوفت ( 27% ) إلى 135 مليار دولار، مما أعادها إلى نادي الأربعة تريليونات بعد تراجع مؤقت.
من جهة أخرى، يرى الدكتور أحمد بانافع، المستشار الأكاديمي بجامعة سان خوسيه، أن هيمنة Magnificent Seven تعكس تحولًا جذريًا حيث أصبحت القيمة تعتمد على التحكم في البيانات و الحوسبة السحابية بدلًا من الموارد التقليدية.
و يحذر من مخاطر التنويع الضعيف في مؤشر S&P 500، حيث تمثل هذه الشركات نسبة كبيرة، مما يزيد احتمالية التصحيحات الحادة إذا تعثرت إحداها.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد الدكتور حسين العمري، خبير الذكاء الاصطناعي في السيليكون فالي، أن هذه الشركات أصبحت بنى تحتية رقمية تتجاوز حدود الدول، مما يثير ضغوط تنظيمية أوروبية مثل قانون الأسواق الرقمية.
و يمتد التأثير إلى إعادة تشكيل سوق العمل و الثقافة، حيث تتحكم في أنماط التواصل و الاستهلاك، مما يستدعي رقابة صارمة للحفاظ على التوازن الاجتماعي.
أخيرًا، يجمع الخبراء على أن هذه الهيمنة تخلق فرص نمو هائلة عبر التحول الرقمي، لكنها تحمل مخاطر نظامية من ارتفاع التقييمات وتراجع الابتكار الخارجي.
و يُعد هذا الواقع دعوة للمستثمرين وصناع السياسات لمتابعة دقيقة، حيث أصبحت شركات التكنولوجيا مراكز القوة الجديدة في عالم يُعاد تشكيله بالخوارزميات.
