إلغاء وحدات اللغات و شعب جديدة مبتكرة عميد كلية الناظور يكشف خريطة التغيير

تيلي ناظور : أيوب بن كرعوف
في حوار خاص مع قناة تيلي ناظور، كشف الدكتور علي ازديموسى، عميد الكلية المتعددة التخصصات بالناظور، عن معالم الإصلاح الجامعي الجديد، وتوجهات الكلية لمواكبة متطلبات سوق الشغل، في ظل ما تعرفه المنظومة الجامعية من تحولات عميقة.

وأوضح العميد أن وزارة التعليم العالي شرعت منذ عامين في ورش إصلاحي شامل، شمل في البداية سلك الإجازة، ثم سلك الماستر، بهدف تجاوز الاختلالات التي ظهرت، خاصة على مستوى ما يسمى بـ”الوحدات الأفقية”، مثل وحدات اللغات والمهارات.
وأكد أن الإصلاح لا يعني التغيير الكامل، بل “إعادة هيكلة دقيقة”، تم من خلالها تقليص عدد هذه الوحدات، مقابل تعزيز الحضور القوي للوحدات المعرفية، التي ترتبط بالتخصصات الأصلية للمسالك.
كما قررت الوزارة تأجيل تدريس اللغات إلى السداسي الثالث بعد أن أظهر تقييم أولي ضعف التفاعل مع هذه المواد في الفصل الأول.
ومن المستجدات التي ستُطبق بدءًا من السداسي الثالث، تدريس مادة معرفية بلغة أجنبية (كالفرنسية أو الإنجليزية)، ما يرفع من جودة التكوين ويعزز الكفاءات اللغوية للطلبة.
وعن ملاءمة التكوينات الجامعية مع متطلبات سوق الشغل، أبرز الدكتور ازديموسي أن الكلية، التي انطلقت بعشر مسالك كلاسيكية، أصبحت اليوم تقدم 38 مسلكًا في تخصصات متنوعة، من بينها الذكاء الاصطناعي، اللوجستيك، الإعلاميات، والاقتصاد.
وأشار إلى أن الكلية أحدثت مسالك فريدة من نوعها على الصعيد الوطني، من بينها شعبة Logistique des ports، وهي شعبة صُممت خصيصًا لتكوين كفاءات مؤهلة للعمل بمشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية بالمملكة.
كما تُعد الكلية من بين المؤسسات القليلة التي تحتضن مسلك الدراسات الأمازيغية، في خطوة تواكب الجهوية المتقدمة وتعزز التنوع الثقافي في التكوين الجامعي.

وفي سياق متصل، كشف العميد أن الكلية تضم اليوم حوالي 33 ألف طالب، مع تسجيل نحو 6 آلاف طالب جديد سنويًا، موضحًا أن الإقبال الكبير على بعض المسالك، خصوصًا القانون، لا يقابله دائمًا حضور فعلي قوي، وهو ما يشكل تحديًا في تدبير الحصص والموارد.
ورغم هذه الأرقام، حرصت الكلية، حسب العميد، على تطوير بنياتها التحتية، بإحداث مركب جامعي جديد يضم 5 مدرجات، قاعات مجهزة، و مكيفات، إلى جانب تعزيز المنصات الرقمية والتجهيزات البيداغوجية، لتحسين ظروف الدراسة وضمان تكوين في مستوى تطلعات الطلبة.
وعن علاقات الكلية مع محيطها، أكد الدكتور ازديموسي أن المؤسسة تتوفر على شبكة واسعة من الشراكات، تشمل فاعلين اقتصاديين ومؤسسات عمومية، إلى جانب المجتمع المدني، من بينها شراكات مع تيلي ناظور وجمعيات محلية، وأخرى مع جامعات وطنية ودولية.
وأضاف أن الكلية تشجع الأساتذة على تطوير مشاريع تعاون وشراكة، تعزز البحث العلمي، وترفع من إشعاع المؤسسة.
وختم العميد حديثه بالإشارة إلى أن الكلية تعرف تطورًا مستمرًا منذ إنشائها قبل 20 سنة، لكن حجم التكوينات والمسالك وعدد الطلبة اليوم يستدعي إعادة تنظيم إداري وهيكلي.
وفي هذا الإطار، صادقت الوزارة على مشروع تقسيم الكلية إلى أربع مؤسسات مستقلة، وهو ما سيساهم في تدبير أفضل، وتوزيع أكثر نجاعة للمهام، خاصة مع تنوع التخصصات وتوسع قاعدة الطلبة.