إعلان تاريخي : وقف إطلاق النار في غزة .. ترامب يؤكد إطلاق الرهائن

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في اليوم الـ734 من حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، التوصل إلى اتفاق ينهي القتال في قطاع غزة، بالتنسيق مع الوسطاء القطريين و المصريين و حركة حماس.
يتضمن الاتفاق، الذي تم التفاوض عليه في شرم الشيخ، وقفًا فوريًا لإطلاق النار، و إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين (48 رهينة حيًا)، مقابل إطلاق 250 سجينًا فلسطينيًا و 1700 فلسطيني اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيلي أولي من مناطق محددة في القطاع.
و أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية أن المفاوضات أسفرت عن بنود تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية، مشددًا على أنها ستؤدي إلى وقف الحرب الكامل و تبادل الأسرى.
و في منشور على منصة ” تروث سوشيال “، وصف ترامب الاتفاق بأنه “يوم عظيم للعالمين العربي و الإسلامي، و إسرائيل، والولايات المتحدة”، مؤكدًا معاملة جميع الأطراف بشكل عادل ، و أن الرهائن سيتم إطلاق سراحهم قريبًا جدًا ، مع بدء الانسحاب الإسرائيلي نحو سلام قوي و دائم.
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالإعلان، داعيًا إلى الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، و إطلاق الرهائن بطريقة كريمة، و ضمان وقف دائم لإطلاق النار، و دخول الإمدادات الإنسانية فورًا دون عوائق.
كما أكد أن الأمم المتحدة ستدعم التنفيذ الكامل وجهود إعادة الإعمار في غزة، محثًا على اغتنام الفرصة لإرساء مسار سياسي نحو إنهاء الاحتلال.
انتهاكات ميدانية رغم الإعلان : غارات إسرائيلية على غزة و إصابة جنود
رغم الإعلان الرسمي، نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مكثفة في وقت مبكر اليوم على مدينة غزة، مما أثار مخاوف من تعطيل الاتفاق قبل تنفيذه.
أفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل عشرات المدنيين و إصابة المئات، في انتهاك واضح لدعوة ترامب بـالتوقف الفوري عن القصف .
كما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إصابة جنود إسرائيليين في عملية للمقاومة الفلسطينية، مما يعكس استمرار التوترات العسكرية رغم التفاهم الدبلوماسي.
تصعيد في الضفة الغربية : استشهاد فلسطيني و إصابات برصاص المستوطنين
في سياق موازٍ، شهدت الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا عنيفًا، حيث استشهد فلسطيني واحد و أصيب آخرون برصاص المستوطنين وقوات الاحتلال، وسط حملات اقتحام و اعتقالات واسعة.
وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، ارتفع عدد الاعتداءات المستوطنة إلى 757 هجومًا منذ يناير 2025، بزيادة 13% عن العام الماضي، مع مقتل أكثر من 1000 فلسطيني منذ أكتوبر 2023.
يأتي هذا التصعيد في ظل مخاوف من أن يؤدي الاتفاق في غزة إلى إعادة توجيه الجهود الإسرائيلية نحو الضفة.
تفاصيل الاتفاق : خطة ترامب ودور الوسطاء
تشمل المرحلة الأولى من خطة ترامب (المكونة من 20 نقطة) إطلاق الرهائن خلال 72 ساعة، و انسحابًا إسرائيليًا أوليًا من شريط حدودي، و تسليم إدارة غزة إلى لجنة تكنوقراط فلسطينية انتقالية، مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية.
وافق نتنياهو على خط الانسحاب الأولي، بينما أعلنت حماس استعدادها للتفاوض الفوري، مع التمسك بدورها في الإدارة المستقبلية.
أعربت حماس عن تقديرها لجهود الوسطاء في قطر و مصر و تركيا، داعية إلى إلزام إسرائيل بالتنفيذ دون مماطلة.
شهدت غزة احتفالات عفوية بعد الإعلان، حيث أعرب سكان عن تنهيدة جماعية من الارتياح، معتبرين الاتفاق حلمًا طال انتظاره لعامين.
و مع ذلك، حذر مراقبون من أن النجاح يعتمد على وقف الانتهاكات الفوري، مع دعوات دولية لدعم إعادة الإعمار و إنهاء الاحتلال.



