عروض واعلانات
سياسة

إعادة جثامين 15 فلسطينيًا إلى غزة : اتهامات بالتعذيب و تحديات التعرف على الهويات

تيلي ناظور : نوفل سنوسي


أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السبت، تسهيل نقل جثامين 15 فلسطينيًا من إسرائيل إلى قطاع غزة، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و حركة حماس.

و أوضحت اللجنة في بيان رسمي أنها عملت كوسيط محايد بناءً على طلب الطرفين و موافقتهما، مما يمثل خطوة إضافية في تنفيذ الصفقة التي تهدف إلى إنهاء النزاع الذي استمر لأكثر من عامين.

و أكدت السلطات الصحية في غزة استلام الجثامين، حيث بدأت فرق الطب الشرعي عملها في فحص الرفات و تحديد هويات المتوفين، وسط صعوبات لوجستية و أخلاقية هائلة.


يأتي هذا النقل ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، حيث وافقت إسرائيل على إعادة جثامين ما وصفته بـ360 إرهابيًا من غزة مقابل إعادة جثامين رهائن إسرائيليين من قبل حماس.

غزة بعد الاتفاق مباشر.. توثيق فظاعات بجثامين شهداء وإسرائيل تعلن موعد فتح  معبر رفح | أخبار | الجزيرة نت

وفقًا لوزارة الصحة في غزة، يصل إجمالي الجثامين المعادة حتى الآن إلى 135، مع نقل هذه المجموعة الأخيرة عبر مركبات اللجنة إلى مستشفى ناصر في خان يونس جنوب القطاع.

و لم تقدم إسرائيل أي معلومات رسمية عن هويات الجثامين أو ظروف وفاتهم، مما يعقد عملية التعرف ويثير تساؤلات حول الشفافية في الإجراءات.

و في سياق متصل، أبلغت اللجنة عن تحديات في العثور على بعض الجثامين تحت الأنقاض، مما قد يؤخر التبادلات المستقبلية.


كشفت تقارير طبية أولية عن علامات واضحة للتعذيب و الإعدام على معظم الجثامين المعادة، بما في ذلك كمامات على العيون، أيدي مقيدة، إصابات إطلاق نار في الرأس، و حروق شديدة.

و وصف مونير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، الجثامين بأنها مقيدة مثل الحيوانات، مشيرًا إلى أن هذه العلامات تكشف عن جرائم لا يمكن إخفاؤها.

و أفاد أطباء في مستشفى ناصر أن الجثامين وصلت مرقمة فقط دون أسماء، مما دفع السلطات إلى إطلاق بوابة إلكترونية لعرض صور محجوبة جزئيًا لمساعدة العائلات في التعرف عن بعد.

و طالبت جمعية السجناء الفلسطينيين ومكتب الإعلام الحكومي في غزة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق انتهاكات اتفاقيات جنيف، معتبرين هذه الحالات جرائم حرب محتملة.


قبل نقل هذه المجموعة السبت، كان خبراء الطب الشرعي الفلسطينيون يعملون على تحديد هويات 120 جثة سابقة، معظمها غير معروف الهوية و مميزة بالأرقام فقط.

و أدى نقص الأدوات العلمية إلى الاعتماد على شهادات العائلات و صور الضحايا، حيث يُقدر أن حوالي 9,500 شخص ما زالوا مفقودين في غزة، بعضهم تحت الأنقاض.

و أعربت عائلات الضحايا عن يأسها أمام المستشفيات، مطالبين بمعلومات دقيقة من الجانب الإسرائيلي لإغلاق صفحة الموتى.

و في السياق الأوسع، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عملية التبادل ككل تمثل تحديًا هائلاً، مع نقل 172 رهينة إسرائيليًا و 3,472 سجينًا فلسطينيًا منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، لكن الجثامين تظل الأكثر تعقيدًا بسبب الحالة الجسدية و الظروف الميدانية.

يأتي هذا النقل وسط توترات مستمرة، حيث هددت إسرائيل بتقليص المساعدات الإنسانية إذا تأخرت حماس في إعادة جميع جثامين الرهائن، بينما اتهمت حماس قوات إسرائيل بقتل 9 فلسطينيين قرب خط الاتفاق الأسبوع الماضي.

و شهدت الحرب حتى الآن مقتل نحو 68,000 فلسطيني، معظمهم نساء و أطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، مما يجعل عمليات التعرف جزءًا من جهود أوسع لإعادة بناء المجتمع.

و دعت منظمات حقوقية دولية، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية، إلى تحقيقات فورية في الانتهاكات من الجانبين، مشددة على أهمية الشفافية في مثل هذه التبادلات لضمان عدم تكرار الانتهاكات.

و مع استمرار الجهود، يبقى التركيز على إكمال الاتفاق لتشمل إعادة بناء غزة و إنشاء آليات حكم جديدة خالية من حماس، كما هو مخطط في الصفقة المدعومة أمريكيًا.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button