إسرائيل و مصر تكمّلان الاستعدادات لفتح معبر رفح

أعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق ( كوغات ) التابعة للجيش الإسرائيلي اليوم الخميس، إن الاستعدادات مستمرة بالتنسيق مع مصر لفتح معبر رفح الحدودي أمام حركة الأفراد، مع تأجيل الإعلان عن موعد الفتح إلى مرحلة لاحقة.
و أكدت الوحدة، التي تشرف على تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، أن الإمدادات الإنسانية لا تزال تدخل القطاع بانتظام عبر معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل و معابر أخرى، مؤكدة أن رفح لن يُستخدم لنقل المساعدات في الوقت الحالي، خلافاً لما وُافق عليه سابقاً.
جاء هذا الإعلان في سياق الاتفاق على وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل و حركة حماس، الذي تم التوافق عليه الأسبوع الماضي برعاية أمريكية، و يهدف إلى تسهيل عودة الرهائن و إطلاق سراح المعتقلين، بالإضافة إلى زيادة تدفق المساعدات.
و كان إسرائيل قد هددت الثلاثاء الماضي بإغلاق معبر رفح إلى أجل غير مسمى وتقليص عدد شاحنات المساعدات إلى 300 يومياً، احتجاجاً على تأخر حماس في تسليم جثامين رهائن قتلى، مما يُعتبر انتهاكاً لشروط الاتفاق.
و مع ذلك، سحبت إسرائيل تهديداتها بعد تسليم حماس المزيد من الجثامين، مما سمح باستئناف التحضيرات.
وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، من المتوقع فتح المعبر للأفراد بحلول نهاية الأسبوع، مشروطاً بموافقة أمنية إسرائيلية، و سيسمح بدخول سكان غزة الذين غادروا القطاع خلال الحرب، بالإضافة إلى خروجهم عبر رفح.
كما أعلنت السلطة الفلسطينية استعدادها لإدارة المعبر، بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية ( EUBAM )، التي كانت متوقفة منذ مارس الماضي.
رغم التحديات، دخلت شاحنات مساعدات إلى غزة يوم الأربعاء الماضي عبر معابر إسرائيلية، بما في ذلك كرم أبو سالم، حيث شوهدت شاحنات محملة بالوقود و الإمدادات الطبية و الغذائية تعبر الحدود.
و توقعت منظمات إغاثية دخول نحو 600 شاحنة يومياً، لكن الواقع يظل محدوداً بسبب الإجراءات الأمنية.
و أكدت كوغات أن رفح لم يُتفق على استخدامه للمساعدات، معتبرة أن الإمدادات عبره عرضة للسرقة و الاستغلال من قبل حماس لتهريب الأسلحة.
أثارت التأخيرات غضب المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة، التي دعت إسرائيل إلى فتح المزيد من المعابر للسماح بدخول آلاف الشاحنات يومياً، مشيرة إلى معاناة مئات الآلاف من السكان في غزة من نقص المياه النظيفة و الغذاء و الدواء.
و وصفت منظمة العفو الدولية إغلاق رفح السابق بأنه “استخدام الجوع كسلاح حرب”، مطالبة بضمان تدفق حر للمساعدات. كما أعربت الاتحاد الأوروبي عن جاهزيته لنشر بعثة حدودية فور تحسن الظروف.
يأتي هذا التطور بعد أكثر من عامين من الصراع، حيث سيطرت القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في مايو 2024، مما حد من تدفق المساعدات و الخروج الطبي.
و مع استمرار الاتفاق على نزع سلاح غزة و منع تهريب الأسلحة، يبقى السؤال مفتوحاً حول دور السلطة الفلسطينية في إعادة الإعمار، وسط مخاوف من تعثر الاتفاق بسبب خلافات حول جثامين الرهائن و إدارة المعابر.
و يُتوقع أن يؤدي فتح رفح إلى تخفيف الضغط الإنساني، لكنه يظل مشروطاً بالالتزامات الأمنية الإسرائيلية.



