إسرائيل تستعد لهجوم كبير على غزة وسط تحذيرات من مخاطر الرهائن

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، أن إخلاء مدينة غزة أصبح “حتميًا”، في إطار استعداداته لشن هجوم عسكري واسع النطاق على المدينة، وذلك رغم تحذيرات ضباط كبار من تداعيات هذه العملية.
و يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات ودعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتسريع وتيرة العمليات العسكرية.
إخلاء مدينة غزة و التحضيرات العسكرية
قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن العديد من العائلات الفلسطينية بدأت بالفعل في الانتقال إلى جنوب قطاع غزة، استجابةً لخريطة المناطق الآمنة التي نشرها الجيش.
و أضاف: “إخلاء مدينة غزة لا مفر منه، وسنوفر أقصى درجات المساعدة الإنسانية لكل عائلة تنتقل إلى الجنوب، حيث يجري العمل على تجهيز هذه المساعدات.”
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن نحو 40 ألف جندي احتياط سيلتحقون بالخدمة اليوم لدعم الاستعدادات اللوجستية للهجوم المرتقب.
وأكد قائد كتيبة في اللواء 11 أن الجيش يستعد لـ”حسم مدينة غزة”، مشيرًا إلى أن حركة حماس ستواجه “كامل قوة الجيش الإسرائيلي” بهدف القضاء عليها وإعادة الرهائن.

تصريحات نتنياهو و تصاعد التوترات
في رسالة وجهها إلى الجنود، أكد نتنياهو أن الحرب في غزة وصلت إلى “مرحلة الحسم”، مضيفًا :
“ما بدأ في غزة يجب أن ينتهي في غزة، والحسم بات قريبًا.”
يأتي هذا التصعيد بعد موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الشهر الماضي على خطة لتوسيع الحملة العسكرية بهدف السيطرة الكاملة على مدينة غزة، التي تسيطر إسرائيل حاليًا على حوالي 75% من قطاع غزة.
و كانت القوات الإسرائيلية قد خاضت معارك عنيفة مع حركة حماس في المراحل الأولى من النزاع.
تحذيرات من مخاطر الهجوم
رغم الزخم العسكري، شهد اجتماع مجلس الوزراء الأمني يوم الأحد مشادات بين نتنياهو وعدد من الوزراء الداعين لتسريع الهجوم، وبين رئيس أركان الجيش إيال زامير، الذي دعا إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
و حذر زامير، بحسب أربعة وزراء ومسؤولين عسكريين حضروا الاجتماع، من أن الهجوم قد يعرض حياة الرهائن للخطر ويزيد الضغط على الجيش الذي يعاني من الإرهاق.
وكان زامير قد أثار مخاوف مشابهة الشهر الماضي، حيث حذر الجيش من أن تسريع الجدول الزمني للهجوم قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، مشيرًا إلى أن الجيش يحتاج إلى شهرين على الأقل للتحضير.
تداعيات إنسانية وسياسية
يثير الهجوم المرتقب مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعيش السكان ظروفًا معيشية صعبة نتيجة الحصار والنزاع المستمر.
كما أن الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية تعكس الانقسامات حول استراتيجية التعامل مع الوضع في غزة، بين الدفع نحو الحل العسكري والسعي للتوصل إلى حلول دبلوماسية.
مع تصاعد الاستعدادات العسكرية وتزايد التحذيرات من المخاطر الإنسانية والسياسية، تظل مدينة غزة على مفترق طرق خطير.
يبقى السؤال : هل ستؤدي هذه الحملة إلى حسم الصراع كما يأمل نتنياهو، أم ستزيد من تعقيد الأزمة و تهديد حياة الرهائن ؟