أغاني ” ناس الغيوان ” تُشعل مسرح الحمامات… الحنين يُوحّد الأجيال

تيلي ناظور : نوال أموسى
في ليلة ساحرة من ليالي مهرجان الحمامات الدولي بتونس، لم يكن الحضور الجماهيري الكبير وحده ما لفت الأنظار خلال حفل مجموعة “ناس الغيوان”، بل أيضًا تنوّع الجمهور بين أجيال مختلفة، جمعتهم موسيقى تنبض بالحنين والروح و التمرد.



ورغم غياب أحد رموز المجموعة، الفنان عمر السيد، الذي تعذّر عليه الحضور، إلا أن روح “الغيوان” لم تغب. فقد كان غياب السيد بمثابة غياب آخر لرموز الزمن الذهبي، أمثال العربي باطما وبوجمعة و”باكو”، والذين لم ينسهم الجمهور، حيث ارتفع صوت أحد الحاضرين فور إعلان الغياب قائلاً: “رحم الله بوجميع والعربي وباكو… وتحياتي لعلال”.
السهرة حملت طابعًا خاصًا، إذ مزجت المجموعة بين لمسة وفاء للماضي وتجديد في الأداء، من خلال إدخال آلات موسيقية مثل الناي والكمان والأورغ، دون أن تفقد الأغنية الغيوانية طابعها العميق وإيقاعها الذي يتسلل إلى القلوب.
حيث انطلقت الأمسية بأغنية “الله يا مولانا”، ثم توالت الأغاني الخالدة مثل “الصينية”، “الهمامي”، “يا صاح”، و”فين غادي بيا خويا”، لتعيد الجمهور في رحلة فنية عبر الزمن.
الشباب في الصفوف الأمامية تفاعلوا بحماس، بينما بدا الكبار أكثر هدوءًا، يغلقون أعينهم ويتمايلون على أنغام مقاطع مثل: “فين حومتي ولي ليا” و”أنا راني مشيت والهول داني”، كأنهم يستحضرون ذكريات لا تنسى.



ولكن ما وحد الحاضرين فعلًا كانت كلمات الأغنية: “هل الحال يا أهل الحال، إمتى يصفى الحال… تزول الغيوم على العربان وتفاجأ الأهوال”، حيث رددها الجمهور بكل فئاته العمرية، كما لو أنها تصف واقع اليوم وتمنحهم صوتًا مشتركًا.
كما أثبتت سهرة “ناس الغيوان” في مهرجان الحمامات، مساء الأحد، أن هذا اللون الفني لا يزال حاضرًا بقوة، قادرًا على أن ينافس مختلف الأنماط الموسيقية الحديثة، و يُلهب مشاعر جمهور يبحث عن الأصالة في زمن السرعة.