أعراس الريف بين الاحتفال والإسراف الصادم

انتشرت مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من أعراس الريف توثق لظاهرة جديدة أطلق عليها البعض اسم “ثرشراش”، حيث يُغرق المغني أو المغنية بسيل من الأوراق النقدية، وتُداس العملة الوطنية تحت أقدام المحتفلين وسط صخب ورقص.

هذه الظاهرة لم تعد مجرد طقس احتفالي، بل صورة صادمة لإسراف صارخ وسط مجتمع يعاني الفقر والبطالة.
البعض يرى فيها مجرد “فلكلور عصري” أو تعبير عن الفرح، لكن الحقيقة تكمن في أن هذا السلوك يهين قيمة المال ويظهر فجوة اجتماعية واسعة بين من يملك ومن يكاد يقتات.
وينقسم الرأي بين من يعتبر “ثرشراش” مظهراً من مظاهر التباهي الفارغ والتفاخر بالمظاهر، وبين من يدافع عنه تحت شعار الاحتفال، متناسين أن الأموال التي تُنثر في الهواء يمكن أن تُستثمر في تعليم أو صحة أو دعم الأسر المحتاجة.
هذه الظاهرة تكشف جانبًا مظلماً من التحولات الاجتماعية في الريف: احتفالات تُستغل لإظهار الغنى بشكل صادم، بينما يعاني جزء كبير من المجتمع من محدودية الموارد.
إنها دعوة صريحة لإعادة التفكير في قيمنا وطرق احتفالنا، بين الفرح والوعي والمسؤولية المجتمعية.


