أسعار النفط بعد قمة ترامب و بوتين : توقعات بالاستقرار وسط مفاوضات السلام

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

نتائج قمة ألاسكا تثير ترقب الأسواق

شهدت أسواق النفط حالة من الترقب بعد الاجتماع الأخير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم 15 أغسطس 2025.

ركز اللقاء على دفع المفاوضات نحو تسوية سلمية شاملة للصراع في أوكرانيا، بدلاً من وقف إطلاق نار مؤقت، مما أثار تساؤلات حول تأثير ذلك على أسعار النفط العالمية.

من المتوقع أن تبدأ الأسواق الأسبوع بهدوء نسبي، مع استمرار مراقبة التطورات السياسية.

ترامب يؤجل العقوبات ويراهن على السلام

في خطوة مفاجئة، أعلن ترامب تأجيل فرض رسوم جمركية على دول مثل الصين والهند التي تستورد النفط الروسي، بعد محادثاته مع بوتين.

كان ترامب قد هدد سابقًا بفرض عقوبات على موسكو وعقوبات ثانوية على دول أخرى إذا لم يتم إحراز تقدم في إنهاء الحرب الأوكرانية.

هذا التأجيل يعكس نهجًا دبلوماسيًا يهدف إلى تهدئة التوترات، مما قد يسهم في استقرار تدفقات النفط الروسي إلى الأسواق العالمية.

توقعات بتأثير محدود على الأسعار

أشار أجاي بارمار، محلل في مؤسسة “آي سي آي إس”، إلى أن استمرار تدفق النفط الروسي دون قيود كبيرة قد يؤدي إلى انخفاض طفيف في أسعار النفط على المدى القريب.

و مع ذلك، يظل التأثير محدودًا بسبب إعادة توجيه روسيا لصادراتها النفطية نحو الأسواق الآسيوية، مثل الصين و الهند، بعد العقوبات الغربية التي شملت حظر النفط المنقول بحرًا و تحديد سقف للأسعار.

استقرار أسعار النفط في الأسواق

سجل خام برنت استقرارًا عند 65.85 دولارًا للبرميل يوم الجمعة 15 أغسطس 2025، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط 62.80 دولارًا، بانخفاض طفيف بنحو دولار واحد قبل قمة ألاسكا.

و أوضح فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة “برايس فيوتشرز”، أن الأسواق تترقب أي بوادر لاتفاق سلام، مشيرًا إلى أن تعليق تهديد العقوبات قد يبقي أسعار النفط ضمن نطاق ضيق حتى تظهر تطورات جديدة.

ترقب اجتماع واشنطن مع زيلينسكي

يتطلع المستثمرون إلى اجتماع مرتقب في واشنطن يوم الإثنين بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحضور قادة أوروبيين.

و أشار جيوفاني ستونوفو، محلل بنك “يو بي إس”، إلى أن تصريحات القادة الأوروبيين ستكون محور الاهتمام، لكن مخاطر انقطاع الإمدادات الروسية تبقى محدودة في الوقت الحالي.

يعزز ذلك التوقعات باستقرار أسعار النفط على المدى القصير.

استقرار مؤقت وسط ديناميكيات جيوسياسية

تعكس نتائج قمة ألاسكا تفاؤلًا حذرًا في أسواق النفط، مع تركيز على المفاوضات السلمية بدلاً من التصعيد.

و مع استمرار تدفق النفط الروسي و تأجيل العقوبات، يتوقع المحللون استقرارًا نسبيًا في الأسعار، بانتظار نتائج الاجتماعات المقبلة التي قد تحدد مسار السوق.

يبقى المغرب، كجزء من الأسواق الإقليمية، متابعًا لهذه التطورات التي قد تؤثر على أمن الطاقة في المنطقة.