أزمة إنسانية كارثية في السودان : نزوح جماعي و مجاعة تهدد ملايين الأرواح

تيلي ناظور : نوفل سنوسي
أعلنت وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك منظمة الهجرة الدولية و مفوضية اللاجئين، عن تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث أدى النزاع المستمر إلى نزوح أكثر من 13 مليون شخص بحثًا عن مأوى آمن، بما في ذلك نحو 9.6 مليون نازح داخلي و 3.8 مليون لاجئ في الدول المجاورة مثل مصر و تشاد و جنوب السودان، فيما يواجه أكثر من 24.6 مليون شخص أزمة غذائية حادة تشمل مجاعة في مناطق متعددة.

و صفت الأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه أكبر و أسرع أزمة نزوح نموًا على مستوى العالم، مع عودة أكثر من مليون شخص إلى الخرطوم منذ بداية 2025 رغم الدمار الواسع، بينما يستمر النزوح اليومي بسبب الاشتباكات في دارفور و كردفان و النيل الأزرق، مما يعيق الوصول إلى المساعدات و يزيد من الضعف أمام الانتهاكات و الأمراض.
يواجه 24.6 مليون سوداني أي نصف السكان تقريبًا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع تأكيد المجاعة في خمس مناطق على الأقل مثل معسكرات زمزم و أبو شوق في شمال دارفور، و توقعات بانتشارها إلى خمس مناطق إضافية بحلول مايو 2025، مدفوعة بارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 100% و انهيار الخدمات الأساسية.

تشكل النساء والأطفال – الذين يمثلون نحو 15 مليون طفل الفئة الأكثر تضررًا، مع انتشار الاستغلال الجنسي و التوظيف في الجماعات المسلحة، و ارتفاع حالات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال بنسبة قياسية، إلى جانب انقطاع التعليم عن 14 مليون طفل و تفشي الأمراض مثل الكوليرا في 12 ولاية.
حذرت الوكالات الأممية من أن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025، التي تتطلب 4.2 مليار دولار، حصلت على 25% فقط من التمويل، مما يهدد تعليق البرامج الحيوية، و دعت إلى وقف فوري للقتال و ضمان الوصول الآمن للمساعدات لتجنب كارثة أكبر في 2025.



