الذهب الصيني الجديد : ابتكار بصلابة فائقة أم خدعة تسويقية ؟

تيلي ناظور : نوفل سنوسي

أعلنت الصين عن إطلاق الذهب الصيني الجديد أو الذهب الصافي الصلب (يينغ زو جين)، و هو نوع محسن من الذهب بنقاء يصل إلى 99.9% و صلابة تصل إلى 60 درجة على مقياس فيكرز أي أربعة أضعاف صلابة الذهب التقليدي مما أثار جدلاً واسعاً في الأسواق العالمية، حيث يُعتبر بديلاً يجمع بين نقاء عيار 24 و متانة عيار 18، لكنه يثير تساؤلات حول تأثيره على أسعار الذهب التقليدي بعد سنوات من التطوير وحصول الصين على براءات اختراع متعددة.

يعتمد الذهب الجديد على إضافة كميات ضئيلة لا تتجاوز 0.1% من معادن نادرة غير معلنة بالكامل، مثل الإنديوم أو الزنك أو الغادولينيوم، بالإضافة إلى تقنيات مثل الذوبان الفراغي أو إضافة مسحوق التنجستن، مما يعيد تشكيل البنية الذرية للذهب دون التأثير الكبير على نقائه، وفقاً لبراءات الاختراع الصينية مثل CN101994022B التي تسمح بصلابة تفوق 80 درجة فيكرز في بعض الإصدارات، مع الحفاظ على لمعان ولون الذهب الطبيعي ليصبح مناسباً للمجوهرات اليومية مثل الخواتم والأساور دون الخدوش السريعة.

أدخل المنتج حالة من التخبط في الأسواق العالمية، خاصة مع ارتفاع أسعار الذهب التقليدي بنسبة جنونية، حيث يشكل الذهب الصيني الجديد الآن 20-25% من مبيعات المجوهرات في الصين، و يُباع بأسعار أقل بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالذهب التقليدي بسبب إمكانية إنتاج قطع أخف وزناً، مما يهدد بغزو أسواق جنوب شرق آسيا و الشرق الأوسط، لكنه لا يُعتبر بديلاً استثمارياً كاملاً إذ يفقد بعض قيمته الاحتياطية بسبب الإضافات، وفقاً لمعايير مجلس الذهب العالمي الذي حدد الحد الأدنى للصلابة عند 60 درجة فيكرز للتصنيف الرسمي.

رغم الضجة على وسائل التواصل، حيث يحذر بعض الخبراء من أن أي إضافة مهما كانت ضئيلة تحول الذهب إلى سبيكة غير نقية بنسبة 99.9% كاملة، مما يجعله أقرب إلى الذهب الصلب للزينة لا للاستثمار، إلا أن المنتجين الصينيين مثل شركة Chow Tai Fook يؤكدون أنه ثورة تجمع بين التكنولوجيا الحديثة و الحرفية التقليدية، مع نصائح للمشترين بالتحقق من ختم AU999 وطلب شهادات النقاء لتجنب الاحتيال، فيما يرى محللون أنه لن يُغير عرش الذهب التقليدي الذي يحكمه التضخم و التوترات الجيوسياسية.